عنوان الفتوى : اجعل الصلاة في سلم أولوياتك
عندما أصلي وبجانبي شخص أكبر مني، فأنا أسرع في الصلاة حتى أسلم قبله؛ احتراما له، وعندما نكون خارجين أو أرسلني أهل البيت إلى الخارج لأمر ما في وقت الصلاة، فلا يسمحون لي بالصلاة، وأنا أسمع كلامهم، أو أصلي بسرعة. وعندما أصلي التراويح أو أي صلاة أخرى أحيانا لا أكملها بسبب تفضيلي لأصدقائي على الصلاة. أستغفر الله العظيم. فهل هذه الذنوب تغفر؟ وهل تساوي الكفر أو الشرك؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تأتي بالصلاة على وجهها، مستوفية لشروطها وأركانها وواجباتها، وصفة الصلاة قد بيناها مرارا، وانظر لذلك الفتوى رقم: 113305، والواجب عليك كذلك أن تصلي في جماعة إلا إن كان لك عذر يبيح ترك الجماعة، ولا يشترط المسجد لفعل الجماعة على الراجح، وانظر الفتوى رقم: 128394، فإذا صليت صلاة صحيحة مستوفية لأركانها وواجباتها فلا إثم عليك أصلا، وإذا تركت الجماعة لغير عذر فصلاتك صحيحة، ولكنك تأثم بذلك عند كثير من أهل العلم، فإن كان إسراعك المذكور لا يمنع من إتمام الصلاة، فلا تأثم به، وإن فاتتك فضيلة الحفاظ على السنن التي تتركها، وإن تركت بعض التراويح فليس في ذلك إثم، ولكنك تفوت فضل القيام مع الإمام حتى ينصرف.
وبه تعلم أن ما ذكرته ليس فيه شرك ولا ما يقاربه، وإن وقع منك ذنب كترك الجماعة، فإن الذنوب جميعا يغفرها الله لمن تاب.
على أننا لا ندري ما وجه الاحترام في كونك تحرص على التسليم قبل الكبير، ونظن هذا من تلبيس الشيطان عليك، ونصيحتنا لك أن تجعل الصلاة مقدمة على ما عداها في سلم أولوياتك، فإنها عمود هذا الدين، واحرص على أن تصلي صلاة خاشعة مطمئنة لا تسرع فيها إسراعا يفوت الخشوع المأمور به، واصحب الصالحين وأهل الخير الذين يعينونك على الصلاة، لا الذين يصدونك عنها.
والله أعلم.