عنوان الفتوى : المقابر محل اعتبار وتذكر الآخرة
ما حكم الأكل في المقبرة؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فينبغي لمن زار المقابر أن يشتغل بتذكر حال أهلها وما هم فيه من نعيم أو عذاب ويتذكر أنه سيصير إلى ما صاروا إليه، وينبغي له الدعاء لإخوانه المسلمين فهم أحوج ما يكونون إلى ذلك، ولا ينبغي له الاشتغال بالأكل والشرب والكلام ونحو ذلك، ولكن لو قدر أن شخصاً احتاج إلى أكل شيء أو شربه على سبيل الموافقة فلا مانع من ذلك، وأما إقامة الموائد الجماعية وحمل الطعام إلى المقابر للأكل هناك في أوقات معينة أو عندما يسمى بالمشاهد والتبرك بالأكل هناك ونحو ذلك فمنهي عنه وغير لائق ولا يؤدي الغرض من الزيارة، قال محمد الخادمي الحنفي في بريقة محمودية: ويكره الأكل عند المقابر والضحك أيضاً عندها، لأن مثل هذا محل اعتبار وتذكر الآخرة والأكل والضحك منافٍ لهما. وقال الدردير المالكي في أقرب المسالك: والاعتبار أي الاتعاظ وإظهار الخشوع عندها أي القبور، ويكره الأكل والشرب والضحك وكثرة الكلام، وكذا قراءة القرآن بالأصوات المرتفعة واتخاذ ذلك عادة لهم كما يقع في قرافة مصر، وربما خرجوا عن قانون القراءة إلى قانون الغناء والتمطيط وتقطيع الحروف كما هو مشاهد فهو لا يجوز. انتهى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما أكل الخبز والعدس المصنوع عند قبر الخليل عليه السلام فهذا لم يستحبه أحد من العلماء لا المتقدمين ولا المتأخرين، ولا كان مصنوعاً لا في زمن الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا بعد ذلك إلى خمسمائة سنة من البعثة.... انتهى. والله أعلم.