عنوان الفتوى : النهي عن زرع الزهور على القبر
توفي أبي رحمه الله، وزرعنا أزهارا فوق قبره، ونسقيها كل أسبوع، غير معتقدين بأنها تنفعه بعد موته، وإنما هي للزينة فقط، فهل يجوز لنا ذلك أم علينا إزالتها؟ وجزاكم الله خيرآ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرحم أباك ويغفر له، وفيما يخص زرع الأزهار وغيرها على القبر للزينة فإن ذلك يخرج القبر عن الغرض الذي شرعت زيارته من أجله، وهو الموعظة وتذكر الموت؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: زوروا القبور فإنها تذكر الموت. رواه مسلم.
قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: المقبرة دور الأموات ليست دوراً للأحياء حتى تزين وتشيد ويصب عليها الإسمنت، ويكتب عليها الكلمات الرثائية والتأبينية، وإنما هي دار أموات يجب أن تبقى على ما هي عليه حتى يتعظ بها من يمر بها، وقد ثبت في الصحيح من حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة. وإذا فتحنا الباب للناس ليقوموا بتزيين القبور وتشيدها والكتابة عليها صارت المقابر محلاً للمباهاة، ولم تكن موضع اعتبارٍ للأحياء. انتهى.
وقد نص بعض أهل العلم على بطلان الوقف لتزيين المقابر، قال الشوكاني في الدراري المضية: الوقف على القبور لرفع سمكها أو تزيينها أو فعل ما يجلب على من يراها الفتنة باطل. انتهـى.
لذلك ننصحكم أن تتصدقوا بتكاليف ذلك عن أبيكم على الفقراء والمساكين، وراجعي الفتوى رقم: 51862.
والله تعالى أعلم.