عنوان الفتوى : المقصود بالإخبار عن بعض الحيوانات بأنها شياطين
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: الكلب الأسود شيطان. وقول ابن القيم: الإبل شياطين الدواب، وأمثال ذلك. هل هي شياطين حقيقة، أم تشبيه في السوء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا تفصيل القول في شأن الكلب الأسود، بالفتويين:125448، 311668.
وأما عن كلام ابن القيم، فالمراد به شبهها بالشياطين في التمرد.
فقد قال في إعلام الموقعين عن رب العالمين: فإن كل جنس من أجناس الحيوانات، فيها شياطين، وهي ما عتا منها، وتمرد، كما أن شياطين الإنس عتاتهم، ومتمردوهم، والإبل شياطين الأنعام، وعلى ذروة كل بعير شيطان... اهـ.
ويؤيد هذا ما في شرح عمدة الفقه، لابن تيمية: أشار صلى الله عليه وسلم في الإبل إلى «أنها من الشياطين» يريد -والله أعلم- أنها من جنس الشياطين، ونوعهم، فإن كل عات متمرد، شيطان من أي الدواب كان، كالكلب الأسود شيطان، والإبل شياطين الأنعام، كما للإنس شياطين، وللجن شياطين؛ ولهذا قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما أركبوه برذونا، فجعل يهملج به، فقال: "إنما أركبوني شيطانا". ....... ولذلك كان على كل ذروة بعير، شيطان. اهـ.
والله أعلم.