عنوان الفتوى : كراهية ذبح الأنعام الحلوب للمصلحة العامة
ما حكم ذبح البقرة بعد الولادة بيوم، خوفا من موتها. وقد قيل لي من طرف الطبيب إن ذلك لا يجوز إلا بعد أربعين يوما؛ لأنها نفساء. هل هذا صحيح؟ وهل للبهائم نفاس؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم أصلا لما ذكر من أنه لا تجوز ذبح البهيمة حديثة العهد بالولادة، بسبب كونها نفساء! وليس هناك حكم خاص أصلا بالبهيمة حديثة العهد بالولادة!
لكن تحسن الإشارة هنا إلى أنه قد جاء النهي -على سبيل الإرشاد، لا على سبيل التحريم- عن ذبح ذوات اللبن من البهائم دون حاجة، لما في ذلك من تضييع لبنها.
كما جاء في صحيح مسلم، في قصة الأنصاري الذي ضيف النبي صلى الله عليهم أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك، والحلوب.
قال ابن عبد البر في التمهيد: وفيه كراهية ذبح ما يجري نفعه مياومة، ومداومة، كراهية إرشاد، لا كراهية تحريم.اهـ.
وقال القرطبي في المفهم: و (الحلوب) - بفتح الحاء -: الشاة التي تحلب لبنًا كثيرًا. وإنَّما نهاه عنها؛ لأنَّ ذبحها تضييعٌ للبنها، مع أن غير ذات اللبن تتنزل منزلتها عند الضيف، ويحصل بها المقصود. اهـ.
وفي مواهب الجليل: (تنبيه): قال في الألغاز: قال ابن رشد: يمنع من ذبح الفتي من الإبل مما فيه الحمولة، وذبح الفتي من البقر مما هو للحرث، وذبح ذوات الدر من الغنم للمصلحة العامة للناس، فتمنع المصلحة الخاصة. اهـ.
ورجع للفائدة، الفتوى: 29829.
والله أعلم.