أرشيف المقالات

ما يُعَوَّذُ به الأَوْلادُ


رَوَى البُخَارِيُّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحسَنَ وَالحسَيْنَ، وَيَقُولُ: «إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ»[1].
 
معاني الكلمات:
يُعَوِّذُ: من التعويذ، وهو الالتجاء والاستجارة.
التَّامَّةِ: أي الكاملة في فضلها وبركتها ونفعها، وهي أسماء الله سبحانه وتعالى، وكتبه المنزلة.
هَامَّةٍ: أي كل حشرة ذات سُمٍّ.
عَيْنٍ لَامَّةٍ: العين التي تصيب بسوء وتجمع الشرَّ على المعيون، وقيل: هي كل داء وآفة تُلِمُّ بالإنسان.
 
المعنى العام:
ها هو النَّبِي صلى الله عليه وسلم يعلمنا درسًا عقديًّا عمليًّا جديدًا، وهو تعويذ أطفالنا من السوء، وبيَّن لنا صلى الله عليه وسلم تمام البيان بالمثال العملي أن نستعين بالله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا اليومية، فها هو ذا يُعَوِّذُ الحسَنَ وَالحسَيْنَ، وهما سيدا شباب أهل الجنة قائلًا: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ»؛ أي: أسمائه الحسنى، وكتبه المنزلة، ووصفها بالتمام، لخلوِّها عَن العوارض والنواقص، «مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ»؛ أي: كل ذات سُم يقتل؛ كالحية والعقرب، وغيرهما، «وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ»؛ أي: التي تصيب ما نظرت إليه بسوء.
 
فائدة: شروط الرقية الشرعية:
الرُّقية الشرعية جائزة بثلاثة شروط:
الأول: أن تكون مفهومةً معلومةً، فإن كانت من جنس الطلاسم، ومما لا يُفهم، لم تَجُز.
الثاني: ألا تكون بما يخالِف الشرع، فإن اشتملت على شيء يخالف الشعر كالسحر، لم تَجُز.
الثالث: ألا يُعتَقد أنها تنفع بذاتها دون الله، فإن اعتُقد أنها تأتي بالنفع بذاتها، لم يَجُز.
 
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- مشروعية التوسل بأسماء الله الحسنى.
2- استحباب تعويذ الأطفال بهذا الذِّكْر المذكور.
3- العينُ حق.
4- حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على تعليم أُمَّته كلَّ ما يحول بينهم وبين الشيطان.
5- الجَدُّ كالأب في الميراث إلا في العُمَريَّتَين، وعلى هذا فإنه إذا اجتمع معه الإخوة لم يرثوا شيئًا.
6- تقرير قوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].
 



[1] صحيح: رواه البخاري (3207).