عنوان الفتوى : مذاهب العلماء في الصلاة على النبي في التشهد الأول، وحكم من نسيه
بسم الله الرحمن الرحيم نسيت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول، وتذكرتها وأنا في الركعة الثالثة. هل سجود السهو واجب حينئذٍ، أم مستحب؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلى القول بمشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول؛ فهي سنة عند من قال بذلك، وهم الشافعية على الصحيح من مذهبهم كما قال الإمام النووي في المجموع "وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا تُسَنُّ" فلا سجود عندهم لترك سنة.
كما قال في المجموع: وَسَائِر الْأَذْكَارِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَقَوْلُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَرَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَالتَّكْبِيرَاتُ غَيْرَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ. كُلُّ ذَلِكَ سُنَّةٌ لَيْسَ بِوَاجِبٍ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَمْ يَأْثَمْ، وصلاته صحيحة سواء تركه عمدا، أو سَهْوًا؛ لَكِنْ يُكْرَهُ تَرْكُهُ عَمْدًا، هَذَا مَذْهَبُنَا، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ، وجمهور الْعُلَمَاءِ. اهـ.
وعلى ذلك، لا يجب عليك السجود لنسيان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول، ولا يستحب لك عند القائلين بسُنيتها فيه.
أما على قول الجمهور -وهو الراجح، والمفتى به عندنا- فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم- لا تشرع في التشهد الأول، وانظر الفتوى رقم: 32998.
وعليه؛ فينبغي لك أن تقتصر على قراءة التشهد في جلسة الوسطى، دون الإتيان بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.