عنوان الفتوى : حكم جمع الصلوات من أجل الدراسة للمسافر من أجل التعلم
كيف هي أحوالكم، نأمل أن يكون كل شيء على ما يرام. لدي استفسار عن موضوع، وهو كالآتي: أنا طالب، عمري مقارب للتاسعة عشر، وبفضل الله ذهبت إلى المملكة المتحدة (بريطانيا) لأنهي دراستي، ولكن حصلت مشاكل مع الصلوات، فكما تعلمون لا يوجد الكثير من المساجد في بريطانيا، فمثلاً عندما أذهب إلى الرحلات سواءً مع الأصحاب، أو مع الكلية التي أدرس فيها، يأتي وقت الصلاة ولا أجد مكاناً أصلي فيه؛ فأقضيها إذا عدت إلى المنزل، وجميع الأصحاب ليسوا مسلمين، وإنما من ديانات أخرى. وأنا طالب لغة إنجليزية، ويجب علي أن أختلط بالناس في الشارع؛ لكي أتمكن من اللغة بأسرع وقت، للالتحاق بالجامعة بإذن الله، فقد كنت هنالك لمدة خمسة أشهر، ولكن كنت أذهب إلى الكلية، ثم أعود، وأقضي بقية اليوم داخل المنزل؛ لكي أصلي الصلوات في وقتها، ولكني كنت أشعر بالغضب، وأقول لنفسي: لماذا لا تتحدث بالإنجليزية، وتظل حبيس المنزل طيلة اليوم؟ فما هو رأيكم: 1- هل يجوز لي جمع وقصر الصلوات طوال مدة إقامتي في المملكة المتحدة. لا أدري إلى متى سأظل هنالك؟ ولكنها فترة طويلة، وأنا في أمس الحاجة إلى التحدث باللغة الإنجليزية معظم الوقت، وإذا كان لا يجوز. فماذا علي أن أفعل؟ فكيف أوفق في دراستي، وفي نفس الوقت لا أضيع صلاتي؟ 2- هل سفري إلى بريطانيا يعتبر سفرا عارضا، أم سفر استيطان؟ أرجو الإجابة بشكل مفصل، وجزاكم الله ألف خير على ما تقدمونه من مساعدات إلى الناس. استودعكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالجمع والقصر يشرعان للمسافر؛ والذي عليه جمهور العلماء، أن من عزم على الإقامة ببلد أربعة أيام فأكثر، انقطع عنه حكم السفر، وصارت له جميع أحكام المقيمين، فلا يجوز له قصر الصلاة، ولا جمعها لأجل السفر.
وعليه، فما دمت تعلم أنك تقيم هذه المدة-وهو واضح جدا من سؤالك أنك ستستمر هذه المدة- فلا يجوز لك القصر، ولا الجمع المشروع للمسافر، وانظر الفتوى رقم: 115280.
وقد رخص بعض أهل العلم في الجمع للمشقة الشديدة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 16490.
وعليه، يجب عليك أن تبذل وسعك في أن تصلي كل صلاة في وقتها، ولا تقدمها، ولا تؤخرها عن وقتها الذي حدده الشارع، فإذا لم تجد مسجداً فصلِّها في أي مكان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة، فليصلِّ. متفق عليه.
فإن شق عليك ذلك مشقة حقيقية، تتضرر منها، فلك أن تأخذ بالقول الذي يرخص في الجمع عند المشقة بين الظهر والعصر، في وقت إحداهما؛ وبين المغرب والعشاء كذلك، ولكن لا تقصر الصلاة، بل صلها تامة. ولا يجوز لك بحال أن تجمع صلوات اليوم كله، ولا أن تجمع ما لا يجوز جمعه كالمغرب، والعصر مثلا.
واحذر أن تتهاون في مواقيت الصلاة، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 25459.
هذا، وننبهك أخانا الكريم، إلى أن لجواز السفر إلى بلاد الكفر، شروطا لا بد من مراعاتها؛ فانظرها بالفتويين: 144781، 76312.
والله أعلم.