عنوان الفتوى : جواز العمل النافع للإنسانية في بلاد الكفر مشروط
أعطاني الله علما، وتمكينا في مجال التكنولوجيا، وعمل تطبيقات كثيرة بها، وأحمد الله على هذا العلم، وهدفي منذ فترة كبيرة هو أن أقيم مصانع عظيمة، تفيد المسلمين بتصنيع أشياء لم يصنعوها من قبل، مثل الطائرات، والماكينات، تشكيل المعادن، وأشياء أخرى كثيرة. لكن في بلدنا العربي الإسلامي ظلم كبير، متفشي، وقتل، واعتقال، وتصل الدرجة إلى منع استيراد أشياء كثيرة أحتاجها لعمل المشاريع، وتصل أيضا إلى القبض في الشارع على كل من يمسك أشياء إلكترونية غريبة؛ لشكهم أنها متفجرات، وبالفعل تم القبض على أصدقاء لي من قبل. ومن ضمن المعوقات أيضا الظلم الشديد، وعدم دعم المشاريع الناشئة، وعدم قدرتي على الحصول على مال لبدء المشاريع المختلفة. نصحني صديقي بأن أسافر لدول الغرب، وأنشئ شركات، فهناك لا يوجد ظلم، وهناك أرض التكنولوجيا كلها، وهناك من السهل جدا أن تحصل على تمويل عادل، وهناك تكون آمنا لا تخاف من الاعتقال بسبب أنك تملك أجهزة إلكترونية، وطبعا هناك الحياة أفضل، فأنت آمن ومطمئن هناك، وقال لي إن من الممكن مثلا أن تنشئ شركة لتصنيع هواتف محمولة، وتصدرها لجميع أنحاء العالم، وتكون بذلك أفدت البشرية كلها بما فيها المسلمين. كان رأيي أنه لا يجوز أن أفيد الغرب بأي شيء من اختراعاتنا، ولا يجوز أن أكون مسلما مخترع تكنولوجيا، وأجعل دول الإسلام مستوردة لهذه التكنولوجيا، وأساهم في إعلاء شأن دول الغرب ... حتى وإن كلفني ذلك ألا أنشئ الشركة من الأساس، وأتخلى تماما عن هدفي غير الممكن في بلدي العربي المسلم، وأني لن أسافر هناك إلا لأغراض مثل طلب العلم غير الموجود هنا. وكان رده علي أنني إذا لم أنشئ الشركة، أكون بذلك قد كتمت علما أعطاه الله لي، كان سينتشر، ويفيد الناس بهذه الشركة. أعلم أن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبداية ننبه على أن إقامة المسلم في بلاد غير المسلمين، مشروطة بأمن الفتنة، وقدرته على إقامة شعائر دينه. فإن كان الأمر كذلك، وأقام عندهم، فلا حرج عليه في العمل معهم في ما يعود بالنفع عليه وعليهم، وعلى عموم البشرية، فإن معاملة الكفار في ما أباحه الشرع لا حرج فيها.
وراجع في تفصيل ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 235729، 254137، 238228.
ولمزيد الفائدة يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 132017.
والله أعلم.