عنوان الفتوى : زيارة القبور والضجعة فيها..تذكرة واعتبار
ما الحكم في ذهابي أنا وجماعة من الأصدقاء إلى المقبرة والبحث عن قبر خالي ثم نرقد فيه لبضع دقائق للذكرى هل يجوز أو لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن ابن بريدة عن أبيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها...".
وزاد في رواية أبي داود: "فإنها تذكر الآخرة".
وهذا يدل على استحباب زيارة القبور بغرض الذكرى والاعتبار، ولا مانع من الفعل المذكور في السؤال، فقد حفر الربيع بن خثيم في داره قبراً، فكان إذا وجد في قلبه قسوة جاء فاضطجع في القبر، فمكث ما شاء الله ثم يقول: ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ) [المؤمنون:99-100].
ثم يرد على نفسه، فيقول: قد أرجعتك فجدي.
وذكر البيهقي في شعب الإيمان: ( إن الربيع بن خثيم إذا وجد من قلبه قسوة أتى منزل صديق له قد مات في الليل، فنادى يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان، ثم يقول: ليت شعري ما فعلت وما فُعل بك، ثم يبكي حتى تسيل دموعه، فيعرف ذاك فيه إلى مثلها. ) ا.هـ
فإذا أراد المرء أن يذكر نفسه حقيقة الدنيا، وما بعدها من الأهوال فليزر القبور، ويعتبر بما فيها، ولا حدَّ لذلك، لكن بشرط ألا يؤدي ذك إلى ما يخالف الشرع، كالتوسل بالأموات أو الطلب منهم، ونحو ذلك.
والله أعلم.