عنوان الفتوى : حكم إعطاء الكافر المصحف
كنت أعيش مع عائلة أمريكية عام 1981 وتركت عندهم نسخة من القرآن الكريم وعندما زرتهم قبل ثلاث سنوات أخذت لهم نسخة أخرى وبحاشيتها ترجمة لمعاني القرآن الكريم أملاً بأن يهديهم الله للإسلام ما هو الحكم الشرعي؟ وإن كان غير جائز فما العمل؟ مع العلم أني الآن خارج الولايات المتحدة.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل ألا يعطى الكافر المصحف خشية أن يهينه أو يعبث به، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو لئلا تناله أيديهم. رواه البخاري ومسلم.
ولكن الكافر يعلم ويقرأ عليه القرآن فإذا أسلم سلم إليه المصحف، ولا مانع من أن يعطى بعض تراجم القرآن، لكن بشرط ألا تصحب بنص عربي منفرد عن ألفاظ الترجمة.
أما وقد حصل ما حصل فإنه يجب عليك أن تتوب إلى الله عز وجل، وألا تقدم على فعل حتى تكون على بينة منه، وذلك بسؤال أهل العلم، قال الله تعالى: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43].
وننبهك إلى أنه لا يجوز السكن مع عائلات كافرة تضم رجالاً ونساء، لما هم عليه من الكفر وكشف العورات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين. رواه أبو داود.
وليست الحاجة إلى الاستفادة من اللغة مبرراً للاختلاط الذي يؤدي إلى الفتنة والفساد.
والله أعلم.