عنوان الفتوى : هل القول على الله بغير علم أعظم من الشرك؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سمعت من يقول إن القول على الله بغير علم أعظم من الشرك، لقوله تعالى: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ـ فقال إن الترتيب تصاعدي، فالشرك أعظم من الإثم والبغي والقول على الله بغير علم أعظم من الشرك، و

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فممن ذكر أن جنس القول على الله بغير علم أشد من الشرك ابن القيم ـ رحمه الله ـ وانظر الفتوى رقم: 230464.

والإمام ابن القيم يعتبر جنس القول على الله بلا علم أشد من جنس الشرك، لا أن أفراد القول على الله بلا علم، أكبر من كل أفراد الشرك، فيقول في مدارج السالكين: فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه, ولا أشد منه, ولا أشد إثمًا، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم. اهـ

ففرق بين الأفراد، وبين الجنس، كما يقال: البدعة شر من المعصية، ولا يعني هذا أن صغائر البدع أكبر من الزنا وشرب الخمر، ولكن الجنس أكبر من الجنس، فالقول على الله بغير علم في بعض المواضع شرك، وفي بعضها أكبر من الشرك الأصغر، وفي بعضها أقل منه، وإنما يقال فيه إنه حرام وهكذا، لا أن كل قول على الله بغير علم شر من الشرك الأكبر وبهذا، يتبين الجواب عما ذكرته، فمن أفراد القول على الله بلا علم ما لا يصل لحد الشرك، وبالتالي، يدخل فيما دون ذلك مما هو في المشيئة، كالقول بأن الله شرع بدعة المولد، أو شرع صلاة الرغائب، ونحو ذلك، ومنه ما يدخل في الشرك ويزيد عليه، كالقول على الله بلا علم، ووصفه بالرذائل، كقول اليهود: إن الله فقير، أو أن الله بكى على الأرض بعد الطوفان، أو أن لله شريكا تُصرف له العبادة كما تصرف لله، فهذا من القول على الله بلا علم الذي هو أكبر من جنس الشرك، ويوجب عدم المغفرة.

والله أعلم.