عنوان الفتوى : الشرك الذي لا يغفره الله
عندما كنت مراهقة 14-18 سنة، لا أتذكر بالضبط، كنت في فترة تشكيك في الدين، وأقرأ عن الأديان والإلحاد, لم أكفر أو ألحد، كنت أعرف أني لم أقرأ الكثير حتى أقرر، ومع قراءة كلام الملحدين صرت أشكك بكل شيء إسلامي أقرأه، وأحيانا أستهزئ به بداخلي. كنت أقدس فنانتي المفضلة, وأتوقع أني وضعتها بمرتبة الآلهة. الحين -22 سنة- تبت والحمد لله، وتبين لي أن طريق الحق هو الإسلام، لكني أخاف أني وقعت في الشرك، ولا أعرف ماذا أفعل. صدقا ما أعرف، ودائما أصحو من النوم ترعبني فكرة أني أبقى في النار وحدي طيلة العمر. هل تقبل توبتي؟ أعرف أن الشرك لا تقبل معه التوبة, أنا فعلت كل هذا في فترة تشكيكي، ما كنت أعرف أصلا إذا كان الإسلام هو دين الله. والحين عرفت، وندمت جدا على كل ما فات. الحمد لله، الحين لا أترك فروضي، وأصلي الوتر كل يوم، وتقريبا الضحى كل يوم. جاوبوني. جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك، وهداك للحق، ثم اعلمي أن توبتك صحيحة مقبولة، وأنك ترجعين من ذنبك مهما كان عظيما كمن لم يذنب، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه. وقال الله تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
فالشرك وما دونه من الذنوب مغفور لمن تاب منه. وأما الشرك الذي لا يغفره الله فهو الذي لقي به صاحبه الله تعالى، ولم يتب منه، فاطمئني، واستمري في طاعتك، وعبادتك، وأكثري من فعل الخير، وأقبلي على ربك بإخلاص وصدق، محسنة الظن به تعالى، راجية فضله وبره ومثوبته -سبحانه-.
والله أعلم.