عنوان الفتوى : لا يأثم من لم يتسبب بالمقاطعة
سؤالي باختصار: لقد أرقني حديث: من هجر أخاه فوق ثلاث ليال، فمات؛ دخل النار. وحديث: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، والخميس.... فقد حصلت لي في حياتي 3 مواقف خصامية حتى الآن، لم يكن بيدي أي منها، ولم أكن أنا الطرف المخاصم فيها. الموقف الأول: من أحد الأصدقاء أثناء مكالمة هاتفية بسيطة، أدت إلى سوء فهم بسيط، فهجرني هذا الصديق قرابة السنتين الآن، وقد جاء البعد والهجر منه هو، وليس مني أنا. الموقف الثاني: مع أحد الأصدقاء الذي اعتاد لسانه الغيبة، وحصل موقف معين أبعده عني هو الآخر، وفي نفس الحالة قد جاء منه هو الهجر، لا مني أنا. الموقف الثالث: هو لصديق، موال للصديق الثاني المغتاب. فقد ابتعد عني، وهجرني؛ لأن المغتاب هجرني أيضا. فأرجو منكم توضيح الموقف من هؤلاء الثلاثة، وما علي فعله، مع العلم مجدداً أني لم أذنب في أي موقف، في حق الأشخاص الثلاثة، بل هم من ظلموني، واختاروا الهجر والابتعاد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا إثم عليك، ما دمت لست البادئ، ولا المتسبب بالمقاطعة، ولكن نوصيك بأن تبادل إساءتهم وقطيعتهم بالإحسان والتواصل معهم؛ فقد قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت: 34-35].
ولقد قيل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهُمُ * فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ.
والله أعلم.