عنوان الفتوى : لا يأثم من لم يتسبب بالمقاطعة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

سؤالي باختصار: لقد أرقني حديث: ‏من هجر أخاه فوق ثلاث ليال، ‏فمات؛ دخل النار. وحديث: تفتح ‏أبواب الجنة يوم الاثنين، ‏والخميس.... ‏ فقد حصلت لي في حياتي 3 مواقف ‏خصامية حتى الآن، لم يكن بيدي أي ‏منها، ولم أكن أنا الطرف المخاصم ‏فيها. ‏ الموقف الأول: من أحد الأصدقاء ‏أثناء مكالمة هاتفية بسيطة، أدت إلى ‏سوء فهم بسيط، فهجرني هذا ‏الصديق قرابة السنتين الآن، وقد ‏جاء البعد والهجر منه هو، وليس ‏مني أنا. ‏ الموقف الثاني: مع أحد الأصدقاء ‏الذي اعتاد لسانه الغيبة، وحصل ‏موقف معين أبعده عني هو الآخر، ‏وفي نفس الحالة قد جاء منه هو ‏الهجر، لا مني أنا.‏ الموقف الثالث: هو لصديق، موال ‏للصديق الثاني المغتاب. فقد ابتعد ‏عني، وهجرني؛ لأن المغتاب هجرني ‏أيضا. ‏ فأرجو منكم توضيح الموقف من ‏هؤلاء الثلاثة، وما علي فعله، مع ‏العلم مجدداً أني لم أذنب في أي ‏موقف، في حق الأشخاص الثلاثة، بل ‏هم من ظلموني، واختاروا الهجر ‏والابتعاد.‏

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإنه لا إثم عليك، ما دمت لست البادئ، ولا المتسبب بالمقاطعة، ولكن نوصيك بأن تبادل إساءتهم وقطيعتهم بالإحسان والتواصل معهم؛ فقد قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت: 34-35].

 ولقد قيل:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهُمُ   * فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ.

والله أعلم.