نظارات جوجل بين الإبهار العلمي وانتهاك الخصوصية
مدة
قراءة المادة :
7 دقائق
.
فتحت شركة غوغل العملاقة الباب أمام المستهلكين لشراء الإصدار الثاني من نظاراتها الذكية Google Glass بسعر 1500 دولار، وذلك ليوم واحد فقط (الثلاثاء)، وفي شكل نظارات تحمي من أشعة الشمس أو نظارات طبية، وقد نفدت جميع الكمية المعروضة حسب ما ذكرت وكالات الأنباء.
ومشروع نظارات غوغل هو عبارة عن برنامج أبحاث وتطوير من طرف غوغل لأجل إنتاج نموذج تجريبي وصناعة الشاشة المثبتة بالرأس أو ما يعرف بـــ head-mounted display. وعلى الرغم من أن مثل هذه العروض ليست بالأمر الجديد إلا أنها استقطبت اهتمام وسائل الإعلام نظرا لأن هذا المشروع حظي بدعم الأغلبية العظمى من المتتبعين، إضافة إلى أن النموذج الأولي يُعد أصغر وأقل حجما من التصميم السابق لنفس التطبيق. مختبر جوجل إكس وبحسب ما نشرته الموسوعة الحرة "الويكيبيديا" فإن مشروع النظارات هذا هو جزء من مشروعات "المختبر غوغل إكس" الخاص بشركة غوغل، الذي عمل على العديد من منتجات التكنولوجيات المستقبلية الأخرى كالسيارة ذاتية القيادة.
وكان قد تم الإعلان عن المشروع عبر "غوغل +"، وقد بدأ تجريب المنتج لأول مرة في أبريل 2012. خدمات الواقع الافتراضي: يعتبر الغرض من مشروع نظارات غوغل هو التمكن من عرض المعلومات دون استخدام اليدين لمعظم المستخدمين الحاليين للهواتف الذكية، بالإضافة إلى التعامل مع شبكة الانترنت استنادا إلى الأوامر الصوتية فقط، بطريقة مشابهة لتطبيق الآي فون "سيري" "SIRI".
في حين سيكون نظام تشغيل الأندرويد الخاص بغوغل البرنامج المحرك للنظارات..
فالنظارة في الحقيقة عبارة عن كاميرا وشاشة ولوح يعمل باللمس وبطارية وميكروفون، مدمجين داخل إطار نظارة، بحيث تكون الشاشة في مجال رؤيتك، ليمكنك تصوير فيديو والتقاط صور والبحث والترجمة وغيرها من المهام بأقل مجهود. "الشاشة تم تصميمها بحيث لا تعيق مجال رؤية لابسيها، وحسب جوجل فإن الشاشة هي معادلة لشاشة عالية التحديد قياس 25 بوصة تراها من مسافة 8 أقدام، ويظهر عليها كل ما تحتاج لرؤيته من بيانات وصور وأفلام وغيرها. أما الكاميرا المدمجة فتصور ما تراه بعينيك فعلياً من منظورك أنت، وتمكنك من التقاط صور أو فيديو لما تراه أمامك، ويمكن التحكم بها عن طريق إعطائها أوامر صوتية أو عن طريق اللوح اللمسي الموجود على أحد أذرع النظارة، أو عن طريق حركة يد مختصرة تفهمها النظارة وتنفذها".(بوابة الشروق) وكان سيرجي برين أول من ارتدى النموذج التجريبي من النظارات في الخامس من أبريل 2012 في مناسبة "مؤسسة مكافحة العمى" في سان فرانسيسكو، وعلى الرغم من الاستقبال الإيجابي للنموذج، فلقد كان هنالك العديد من الانتقادات والسخرية بدءا من قدرة شركة غوغل على إدخال وترويج الإعلانات (حيث تعتبر الأخيرة مصدر دخل الشركة) وإنتهاء بالنتائج المخيبة المنتظرة من الإعلان عن هذا المنتج. ومن أهم ما تقدمه هذه النظارة من خدمات، التطبيقات التي تخلق واقعًا افتراضيًا يمكّن المستخدم من ممارسة الألعاب الرياضية بطريقة شيقة وبشكل منفرد أو مع الآخرين، كما تسمح بعض التطبيقات برصد إحصائيات أية رياضة عبر أخذ صور دقيقة أثناء ممارستها، كما يمكن أن تستخدم النظارات لإعطاء المكفوفين تعليمات أثناء المشي.
أما في المجال الطبي، فقد أُجريت بالفعل عمليات جراحية باستخدام نظارات جوجل في مركز وكسنر الطبي في جامعة أوهايو. بالإضافة لالتقاط الصور والافلام يمكنك استخدام برنامج جوجل للدردشة «هانج أوت» للدردشة الجماعية بالفيديو مع اصدقائك، حيث ستريهم ما تراه بعينيك الآن.
يمكنك أيضاً استخدام خرائط جوجل للحصول على إرشادات الطرق عن طريق ربط الكاميرا بخاصية تحديد المواقع GPS في تليفونك المحمول، باستخدام تطبيق خاص بالنظارة متوفر على التليفونات الذكية العاملة بنظام تشغيل أندرويد، وكذلك يمكنك مشاهدة رسائلك القصيرة عبر النظارة ويمكنك الرد عليها عن طريق تقنية تحويل الصوت إلى كتابة. هذه الخاصية ستمنحك أيضاً إمكانية ترجمة الكلمات التي ينطقها الآخرون أمامك إلى اللغة التي تفضلها بشكل مكتوب على الشاشة، وستكون هناك العديد من التطبيقات التي تتيح فعل أشياء أخرى عديدة بالنظارة مثل تحديد أصدقائك فى الزحام، أو التطبيقات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر، كما يمكنك أيضاً متابعة الأخبار حيث تظهر أمامك العناوين والصور وتاريخ نشر الخبر. الخصوصية: (وحسب مقال في موقع كلمتي حول النظارات الجديدة) فإن نظارات جوجل تمتلك القدرة على التصوير وتسجيل الصوت وحتى إرسال ما يتم تصويره مباشرة إلى أية جهة، حتى جوجل نفسها، منعت موظفيها من استعمال النظارات الذكية خلال اجتماعاتها لأصحاب رأس المال، وفي أمريكا تعرض أشخاص لاعتداءات جسدية بسبب استخدام نظارات غوغل في أماكن عامة. وكشف استطلاع حديث للرأي عن عزوف الأمريكيين عن استعمال نظارة غوغل الرقمية، وأوضح 72 بالمئة من الأميركيين أن السبب ليس ارتفاع سعرها وإنما الخوف من الخصوصية، كما عبّر أكثر من ثلث من شملهم الاستطلاع عن مخاوفهم من تعرضهم للخداع والسرقة. وفي شهر مايو الماضي، أرسل نحو 8 أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي خطابًا إلى "لاري بيج" الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، طالبوه فيه بوصف الكيفية التي ستتعامل وفقها غوغل مع مسألة الخصوصية الشخصية مثل جمع البيانات والتخزين على النظارة. كما اكتشف مجموعة من الباحثين من إحدى جامعات كاليفورنيا، وجود برمجية خفية ابتكرها مايك لايدي وكيم باترسون، تلتقط صورًا كل 10 ثوان، حتى عندما تكون خاصية العرض في النظارات مطفأة، ويتم تحميل الصور على خادم موجود في منطقة بعيدة، من دون علم مستخدمها، ولخداع المستخدمين وإقناعهم بالسماح للبرنامج بأخذ صور والدخول إلى الإنترنت يتخفى تطبيق مايك وكيم في شكل برنامج لأخذ الملاحظات، ويدعى هذا التطبيق بـ (مالنوتس- Malnotes). وإن كانت جوجل غير مسؤولة عن هذا التطبيق، فإن إمكانية وقوع مستخدمي النظارة في فخ استخدامه دون علمهم واردة خاصةً عندما يتوسع مجال انتشار النظارة وعندما تكثر التطبيقات المخادعة والمشابهة لتطبيق مالنوتس. كذلك تُطرح تساؤلات عن مدى استعداد الحكومات العربية للسماح باستخدام هذه النظارات في الأماكن العامة، مع العلم أنها قد تساهم بشكل كبير جدًا في توثيق التجاوزات التي يتعرض لها المواطنون من قبل المسؤولين في الإدارات العمومية.