عنوان الفتوى : حكم الشك في النذر
أنا في حاجة ماسة لمساعدتكم، أرجوكم لا تحيلوني لفتاوى أخرى، أرجوكم أنا في دوامة، لا أستطيع الخروج منها إلا بمساعدتكم. مرت فترة التزمت فيها بفضل الله، فابتعدت عن الغيبة، وأحرص على أداء صلاتي في وقتها، إلا إذا لم أجد مكانا أصلي فيه، فبما أنني طالبة، أقضي معظم وقتي خارج البيت، وصرت أصوم الإثنين، والخميس، إلا إذا كانت لدي مناسبة ما، أو عمل يشغلني، وهناك طاعات أخرى لم أذكرها. وفي يوم من الأيام تعرضت لمشكلة، ثم حلت، ولا أدري لحد الآن هل نذرت أنني إذا حلت مشكلتي سأبقى على التزامي، أو أنني لم أنذر. ففي ذلك الوقت شككت هل هو نذر أم لا؟ وبما أنني مصابة بالوسواس، أعرضت عن هذه الفكرة، وقلت إنها وساوس، أما الآن فقد نسيت ما قلت. المهم شككت في هذا النذر. وعندما سألت عن حكم الشك في النذر. قيل لي الأصل براءة الذمة، وقبل أن أسأل صليت استخارة: هل أسأل ذلك المفتي، وأعمل بفتواه؟ وسألت، وأجابني، ولكن مشكلتي أنني مصابة بالوسواس، وصارت الوساوس تقول لي إنني نذرت، ودخلت في حالة من الوسواس الشديد. وذات مرة عندما قمت وصليت الفجر، ودعوت الله أن يبين لي هل هو نذر أم لا في المنام، بشرط أن لا يكون المنام حديث نفس. بعدها عدت إلى النوم، ولم أر أي شيء، لكنني سمعت صوتا وأنا نائمة، يقول: هذا نذر. ولا أدري هل هي رؤيا أم حديث نفس؟ ومنذ ذلك اليوم تعاملت مع الأمر على ذلك الأساس، أي أنه نذر، وما زال لدي شك في ذلك النذر. بعد ذلك سألت المفتي مرة أخرى، لكنني في هذه المرة قلت له إنني نذرت، وذلك لأعرف كيف أتعامل مع ما اعتبرته نذرا. أرجوكم هل ما قلته للمفتي يجعل النذر ينعقد حقا أم لا؟ هذا بالنسبة للسؤال الأول. أما الأمر الذي يشغل بالي، فهو أنني هذا العام سأتخرج بإذن الله، وسأشغل منصب أستاذة في الثانوية. وسؤالي هو: في الجامعة لدينا مصلى، وبالتالي لم يكن يفوتني الكثير من أوقات الصلاة، وأصبحت الآن أفكر إذا صرت في الوظيفة، وأصبحت الأوقات تفوتني أكثر من الأول؛ لأنه ليس هناك مصلى مثل الجامعة. هل هذا يعد إخلافا بالنذر، أم إن الصلاة في وقتها واجبة؛ وبالتالي نذر الواجب لا ينعقد؟ ضف إلى ذلك أنه في أحد الأيام، ولأنني كنت أعتقد أن هذا الأمر يعد إخلافا بالنذر قلت بالعامية–لازم أتوقف عن العمل–أي يجب أن أتوقف عن العمل. وبعدها صرت أفكر فيما قلت، وأعدتها عدة مرات. أنا أتساءل هل هذا القول نذر أيضا أم لا؟ أرجوكم ساعدوني، فأنا البنت الكبرى لوالدي، وهما ينتظران تخرجي، ووظيفتي منذ سنين، وقد بدأت حقا أفكر في تركها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يُفرج عنك، ونذكرك أنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها، ولو كنت خارج البيت، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 60547.
وأما نذرك، فلا يثبت به حكم، كما بينا بالفتوى رقم: 73288. وسواء في ذلك نذرك الأول الذي تشكين فيه، وهذا الذي قلته للمفتي، وما تلفظت به بالعامية.
وقد بلغت منك الوساوس مبلغاً عظيما؛ فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى أرقام: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
ونوصيك بحسن الظن بالله، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وقد قال تعالى: " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ. سورة الحج: (78)، وقال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. سورة المائدة (6).
فتفاءلي بأن تكون الظروف الجديدة للعمل، أعون على طاعة الله، ولا مانع من أن تصطحبي سجادة صغيرة للصلاة؛ لتصلي عليها إذا حضر الوقت.
والله أعلم.