عنوان الفتوى : ضابط الاستهزاء الذي يعد كفرًا
بعد صلاة الفجر أخبرني الإمام بأن لديه ذاكرة فلاش بها مشكلة، وأراد مني فحصها، وقال لي مازحًا: "ضع بها خطبًا دينية؛ لكي تتقي الله" ـ يقصد الفلاش ـ فقلت له: "من الممكن أن يصلح حال الفيروس ويهتدي"، فقال: "ضع بها قرآنًا" فقلت له مازحًا أيضًا: "لماذا؟ هل تريد أن تخرج الجن منها؟!" وبعدها ندمت على مجاراته في المزاح، وخشيت أن يكون هذا من الاستهزاء بالدين, فهل هو كذلك؟ وما هو الكلام الذي يعد استهزاء بالدين؟ فالإنسان أحيانًا يمزح، ويخطئ في الكلام، ويجاري في المزاح دون قصد، وهل يوجد ضابط يعرف به الكلام الذي يعد استهزاء بالدين ليمنع نفسه من الخوض فيه -جزاكم الله خيرًا-؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 137818، ماهية الاستهزاء الذي يعد كفرًا.
والظاهر أن ما قلتماه لا يدخل في الاستهزاء بالشرع، ولا نعلم دليلًا على التكفير بما قلتما، والأصل عدم حمل الكلام على الكفر، كما بينا في الفتويين رقم: 245101، ورقم: 208783.
وليس معنى كونه ليس بكفر أنه مباح، فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء الكلمة دون تبين، وانظر الفتوى رقم: 187425.
والله أعلم.