عنوان الفتوى : عدة الوفاة لا تسقط، وحكم خروج المعتدة للتعلم
أريد أن أسأل عن عدة الأرملة. والدي مريض منذ سنتين بالمشفى، ولم يحصل أي شيء بينه وبين أمي؛ لأنه كان بحالة سيئة جداً، وفاقد الذاكرة ومقعد، وأمي تقول إنه لم يقربها منذ سنتين. فهل هذا يسقط العدة ؟ حيث إنه توفي من شهر عليه رحمة الله. نحن نعيش في أمريكا، وأمي جديدة في هذا البلد، وتحاول أن تذهب إلى دروس اللغة لتقوي لغتها بحجة أن طلب العلم فريضة، فهل هذا يعتبر ضرورة تسمح لها بالخروج من المنزل في وقت العدة؟ مع العلم أنه في المنزل لها أبناء شباب قادرون على تأمين كل متطلباتها، فهل خروجها إلى دروس اللغة يعتبر ضرورة؟ أم أن عليها أن تعتد الفترة المحددة، ومن ثم تعاود الذهاب إلى دروسها اللغوية؟ أرجو منكم لها النصيحة لأني أحبها، ولا أريدها أن تترك العدة إذا كانت فرضاً عليها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعدة واجبة على أمك، ولا تسقط بكون زوجها لم يقربها قبل موته بسنتين أو أكثر، وعدة المتوفى عنها زوجها (غير الحامل) أربعة أشهر وعشر، وقد سبق بيان كيفية حساب العدة في الفتوى رقم : 108213.
والواجب عليها مدة العدة ألا تخرج من بيتها ليلاً إلا لضرورة، أما الخروج نهاراً فيجوز للحاجة، قال ابن قدامة : " وللمعتدة الخروج في حوائجها نهارا، سواء كانت مطلقة أو متوفى عنها........ وليس لها المبيت في غير بيتها، ولا الخروج ليلا، إلا لضرورة " المغني لابن قدامة (8/ 163).
فإن كانت أمك بحاجة حقيقية إلى دروس اللغة فلا حرج عليها أن تخرج لها نهاراً، مع التنبيه إلى أنّ العلم الذي يجب تعلمه هو العلم الذي يصح به إيمان العبد وعبادته، وانظر الفتوى رقم : 11280.
وللفائدة راجع الأمور التي يجب على المحدة اجتنابها، في الفتوى رقم : 5554.
والله أعلم.