عنوان الفتوى : الصلاة خلف أصحاب الأهواء والبدع موضع تفصيل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إمام وخطيب بمسجد حيناً يقوم بإحياء سنة مستحبة وكما يسميها بالذكر تتمثل في إنشاء حلقة يضرب فيها الدف ويتم استحضار الجن وتسمى بالوعدة لسيدي فلان هل يجوز الصلاة وراء هذا الإمام وما الحكم في هذه القضية؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاتخاذ ضرب الدف عبادة من البدع التي لم يفعلها سلف هذه الأمة، والشخص الذي يجمع الناس لسماع ذلك ساع في إفساد عقول الناس ودينهم، ولا ينبغي لمثله أن يكون إماماً وخطيباً للمسلمين، وليس ما يفعله من السنن الحسنة، بل هو من البدع المنكرة، ومن القول على الله بغير علم.
وأما حكم الصلاة خلفه، فإليك جواب شيخ الإسلام ابن تيمية في مثل هذه المسألة قال رحمه الله: (وأما الصلاة خلف المبتدع، فهذه المسألة فيها نزاع وتفصيل، فإذا لم تجد إماماً غيره كالجمعة التي لا تقام إلا بمكان واحد، وكالعيدين وكصلوات الحج خلف إمام الموسم، فهذه تفعل خلف كل بر وفاجر باتفاق أهل السنة والجماعة، وإنما تدع مثل هذه الصلوات خلف الأئمة أهل البدع... ممن لا يرى الجمعة والجماعة إذا لم يكن في القرية إلا مسجد واحد، فصلاته في الجماعة خلف الفاجر خير من صلاته في بيته منفرداً، لئلا يفضي إلى ترك الجماعة مطلقاً.
وأما إذا أمكنه أن يصلي خلف غير المبتدع فهو أحسن وأفضل بلا ريب، لكن إن صلى خلفه ففي صلاته نزاع بين العلماء.
ومذهب الشافعي وأبي حنيفة تصح صلاته، وأما مالك وأحمد ففي مذهبهما نزاع وتفصيل.
وهذا إنما هو في البدعة التي يعلم أنها تخالف الكتاب والسنة، مثل بدع الرافضة والجهمية، ونحوهم.
فأما مسائل الدين التي يتنازع فيها كثير من الناس في هذه البلاد مثل مسألة الحرف، والصوت ونحوها، فقد يكون كل من المتنازعين مبتدعاً، وكلاهما جاهل متأول، فليس امتناع هذا من الصلاة خلف هذا بأولى من العكس، فأما إذا ظهرت السنة وعلمت فخالفها واحد، فهذا هو الذي فيه نزاع. انتهى كلامه

والله أعلم.