عنوان الفتوى : أحكام ضحك المرء في موقف يُسَب فيه الدين
أحيانا أتذكر مواقف فيها سب الدين فأضحك, فما الحكم في هذا؟ وهل علي كفارة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان إجماع أهل العلم على أن سب الدين كفر بالله عز وجل، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 133، ورقم: 48551.
وأما الضحك عند تذكر موقف فيه سب للدين: فإن كان ذلك إقرارا ورضا بالسب نفسه، فللضاحك حكم الساب، وأما إن كان لغرض آخر، فيكون له ما يناسب هذا الغرض من الأحكام، فقد يغلب الضحك على الإنسان بسبب حال الساب وموقفه لا لسبه! وقد يضحك المرء من جرأة العبد على ربه، واستخفافه بحقه، مع حلم الله عنه، وقريب من ذلك حديث أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: هل تدرون مم أضحك؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ يقول: بلى، فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل. رواه مسلم.
وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 136813، 60843، 157847، 139026.
فإن كان ضحك المرء في هذا الموقف ذنباً، فكفارته: الاستغفار والتوبة النصوح.
والله أعلم.