عنوان الفتوى : الوسوسة وتوهم حصول الردة
منذ بدأت في القراءة الدينية عن موضوع الردة أخاف من الوقوع فيها وحبوط عملي وأنا لا أشعر، كما أخاف بشدة من صدور أي فعل، أو قول، أو ابتسامة مني تعد استهزاء بالدين، أو شرائعه، أو أحكامه، أو بالله، أو بالرسول صلى الله عليه وسلم، على سبيل المثال: 1ـ أخاف من أن يكون ارتكابي لبعض المعاصي ـ العادة السرية ـ ومشاهدة التلفاز في وجود آيات قرآنية في الحجرة يعد استهزاء بالدين. 2ـ أخاف أن يكون قيامي بوضع الكتب على كتب دينية، أو مصحف، أو خلافه، أو حتى فرش جرائد على الأرض تحتوى على ذكر الله للأكل عليها يعد استهزاء بالدين وردة. 3ـ سمعت أحد أصدقائي ينتقد صديقا أخر بقوله: بدين أمك ـ فابتسمت ضاحكا، ولكن ليس بنية السخرية من الدين وأخاف أن أكون وقعت في الردة. 4ـ أحيانا كنت أؤدي حركات الصلاة وأنا على غير طهارة خوفا من الإحراج أمام عائلتي. 5ـ أرفض وأسخر من وصف وسائل الإعلام في بلدي لفئة معينة بالشهداء، حيث إنني غير مقتنع من الناحية الشرعية باستحقاقهم لهذا الوصف، فهل هذا ردة وكفر؟ 6ـ أحد زملائي في العمل كان ينتقد بعض من تظهر عليهم سمات الالتزام الظاهري من لحية وزبيبة الصلاة رغم قيامهم بأفعال تتناقض مع ذلك وقد أيدته في قوله هذا، فهل هذا كفر وردة؟. هذا بالإضافة إلى العديد من الحالات والأقوال والأفعال التي أشعر بقولها، أو فعلها دائما بأنني ارتددت ـ والعياذ بالله ـ أو استهزأت بالدين، أو الله، أو الرسول صلى الله عليه وسلمأ رجاء رجاء رجاء إجابتي دون إحالتي إلى أجوبة أخرى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكره الأخ السائل لا يخرج عن دائرة الوسوسة، التي ينبغي أن يعرض عنها، ولا يسترسل معها، وقد سبق لنا التعرض للوسوسة في مسائل الاستهزاء بالدين وما يتوهمه الموسوس من حصول الردة بذلك، فراجع الفتاوى التالية أرقامها: 122926، 134722، 136859.
وبخصوص الضحك والتبسم في مواقف يتهم صاحبها أنها من الاستهزاء بالدين راجع الفتاوى التالية أرقامها: 137826، 131591، 137818، 136813، 137074، 137096.
ثم ننبه السائل على ضرورة التفريق بين المعصية التي يحرم فعلها، وبين الاستهزاء بالدين وشعائره، فالاستمناء والصلاة على غير طهارة في الحالات التي ذكرها السائل أمور محرمة، ولكن لا يلزم أن يكون فاعلها مستهزئا بالدين، وراجع في حرمة ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 7170، 8333، 30190.
وراجع في ما يتعلق بفرش الجرائد على الأرض الفتويين رقم: 43474، ورقم: 51581.
والله أعلم.