عنوان الفتوى : شتم دين الإسلام كفر ، وتترتب عليه أحكام دنيوية أيضا.

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

شخص متزوج سب الدين .. ما الحكم في ذلك من حيث عقد الزواج والأمور المترتبة على ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أجمع أهل العلم على أن سب الدين كفر بالله عزوجل ، وسب الدين أعظمه الوقوع في الذات الإلهية ، ثم في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم في شيء من شعائر الدين .. وكل ذلك عظيم . فإذا وقع من مسلم فقد ارتدّ عن الإسلام عياذاً بالله من ذلك ، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنَّا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). [التوبة :65-66].
وقد نزلت في أناس لم يعلنوا بسب الدين صراحة ، لكنهم طعنوا في حملته ونقلته فقالوا : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء .
فكيف بمن تجرأ وسب الدين رأساً .
واتفق الفقهاء على أنه إذا ارتد أحد الزوجين حيل بينهما ، فلا يقربها بخلوة ولا جماع ولا غير ذلك ، ثم اختلفوا هل يقع بذلك طلاق أم لا ؟ ، وهل يحتاج إلى عقد جديد بعد توبته أم لا؟
والذي ننصح به من وقع في ذلك أن يغتسل ويشهد الشهادتين ويتوب إلى الله تعالى ، وأن يكثر من الاستغفار والعمل الصالح ، وأن يعلم أن باب التوبة مفتوح أمام العبد من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها ، كما قال تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ).
[الفرقان: 68-70].
ثم عليه أن يجدد عقد الزواج في حضور الولي وشاهدي عدل ، وليحذر من تكرار هذا الذنب العظيم ، فإن المذنب لا يدري متى يحين أجله ، ولربما قبضت روحه على إثر ردته دون إمهال للتوبة ، نسأل الله حسن العاقبة . وليستحضر ما أشرنا إليه من أن بعض الفقهاء رأى ذلك موجباً لوقوع الطلاق ، كما هو المشهور في مذهب الإمام مالك ، فلو صدر ذلك من الزوج ثلاث مرات لم تحل له زوجته حتى تنكح زوجاً آخر ، ولو صدر منه مرة وقد سبق له التطليق مرتين ، فكذلك أيضاً ، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى ، ووقانا جميعاً نزغات الشيطان . والله تعالى أعلم