عنوان الفتوى : خروج المرأة للعمل أو الدراسة بين الأفضلية وعدمها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة وغير متزوجة كنت أعمل في مدرسة خاصة وتركتها بسبب الاختلاط الزائد الذي لم أعد أتحمله بها وجلست في المنزل 7 شهور حتى الآن اتباعا لقول الله تعالى: وقرن في بيوتكن ـ وفي الحقيقة أنا شخصية عملية جدا وعلمية، ومن الضروري عندي أن أركز في شيء ويأخذ مني مجهودا كي أكون سعيدة، والآن بدأت أدخل في حالة نفسية وبدأت أشعر بأن الحياة بلا معنى وأشعر باكتئاب دائم وضعف بالإضافة إلى أنه بدأ عندي وساوس في العقيدة ـ والعياذ بالله ـ والعبادات من صلاة وصوم وقرآن قلت وفقدت الخشوع فيها فقررت الخروج للدراسة في مجال الصيدلة والذي كان حلما لي منذ الصغر، فهل ما أنا فيه الآن أفضل بالنسبة لديني، والشيطان هو الذي يريدني أن أخرج من المنزل؟ أم جلوسي في المنزل هو الذي أصبح خطرا علي؟ وهل خروجي للدراسة أو العمل بالحجاب وعدم الاختلاط يتعارض مع قول الله تعالى: وقرن في بيوتكن ـ مع العلم أن حلمي الأول والأخير هو الجنة؟. أفيدوني جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك لمرضاته، وأن يزيدك حرصا على الخير، وقد أحسنت بتركك للعمل المشتمل على الاختلاط المحرم، فإن الشرع قد جاء بالمباعدة بين الرجال والنساء الأجانب، وسد السبل المفضية إلى افتتان الجنسين ببعضهما، وقد بينا أدلة حرمة الاختلاط في الفتوى رقم: 118479.

وخروج المرأة للعمل أو غيره من الحاجات مع الالتزام بالآداب الشرعية ليس بمحرم، ولا يتعارض مع الآية الكريمة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجه سودة رضي الله عنها: إنه قد أُذن لكُنَّ أن تخرجن لحاجتكن.

وقد بيناه في الفتوى رقم: 221161.

فإذا احتجت للخروج للدراسة أو العمل وكان ذلك وفقا للضوابط الشرعية فلا حرج عليك فيه، لكن الأفضل للمرأة من حيث الأصل هو القرار في البيت، كما سبق في الفتوى رقم: 138193. لأنه أسلم وأبعد من الفتنة، إلا إن كان الخروج يترتب عليه مصلحة أعظم من مصلحة القرار في البيت فحينئذ قد يكون الخروج للعمل أو غيره أفضل بكل حال، فإن قرار المرأة في البيت لا يلزم منه فراغ المرأة وبطالتها عن العمل النافع فيمكنك أن تشغلي نفسك في البيت بما يفيد من القراءة في كتب العلم، واستماع الدروس والمحاضرات النافعة، والقيام بالأعمال التي يمكن أداؤها في البيت، وغير ذلك مما يملأ وقت الفراغ، وانظري للفائدة في تفسير قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب:33}، الفتوى رقم: 34920.

والله أعلم.