عنوان الفتوى : من شروط ممارسة المرأة الطب
تخرجت من كليِّة الطب في بلد بحاجة ماسة إلى الأطباء الأكفاء، وعملي كطبيبة أمراض باطنية يحتِّم عليَّ الاختلاط بالرجال من زملائي في العمل، والمرضى من الرجال. فهل الأفضل أن أعمل كطبيبة مع محاولة الالتزام بآداب الاختلاط، أم أترك العمل وأتفرغ للعبادة في البيت؟ (فأنا لست متزوجة بعد).
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فلا شك أن عمل المرأة في مكان مختلط بالرجال يكتنفه عدة محاذير، ولكن إذا لم تجد عملاً في بيئة غير مختلطة، واحتاجت هي إلى العمل، أو احتاج إليها المجتمع في مداواة المرضى، والتزمت في المكان المختلط بآداب الإسلام وأحكامه في التعامل مع الرجال من الحجاب الشرعي، والبعد عن الخلوة بالرجال، وعدم مصافحتهم، واقتصر حديثها معهم في مجال العمل بقدر الحاجة من غير خضوع بالقول ونحو ذلك؛ فإننا لا نرى مانعاً حينئذ من استمرارها في العمل، ولتجتهد في الحصول على عمل في مستشفى أو قسمٍ يعنى بمداواة النساء، فهو ألأولى والأبعد عن مواطن الريبة والشبهات، وانظري الفتوى: 301681 عن حكم دراسة المرأة الطب وممارستها له مع الرجال، والفتاوى المحال عليها فيها.
والله تعالى أعلم.