عنوان الفتوى : حكم نشر مقاطع دعوية تشتمل على كذب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اتخاذ الهزل والتهريج طريقا للدعوة، من الأمور المحدثة المنتشرة، والتي ينبغي الكف عنها.
قال الشيخ عبد الرحمن البراك: بل آل الأمر ببعض الدعاة إلى انتهاج طريقةٍ في الدعوة والموعظة غيرِ لائقة، ويتأولون أنها أنجع في جذب الشباب، واستمالة المقصرين والتأثير عليهم، وهذه الطريقة المبتدعة تتضمن أشياء عديدة تُفْقِد المجلس صفةَ الوقار والخشوع والذكر، فمما يفعله أصحاب الطريقة الجديدة في الدعوة ـ هداهم الله وجزاهم على قصدهم خيراً ـ حسبما نقل لي بعضُ الثقات، وقد سمعتُ بعضه مسجلاً :
1. حكاية أصوات المغنيين وكلامهم.
2. تقليد أصوات النساء.
3. ذكر كلمات ومصطلحات الفساق؛ كأصحاب المخدرات وغيرهم.
4. تمثيل أفعال وأصوات مَن يَرِد له ذِكر في القصة.
5. السعي إلى إضحاك الحضورِ بكلِ وسيلةٍ، حتى يعود المجلس إلى اللهو أقرب منه للذكر.
ومن المؤسف أن انشغالهم بالهزل أوقعهم في التقصير فيما يروونه من الحديث، فتجدهم يروون الأحاديث الضعيفة، ويخطِئون في ألفاظ الأحاديث الصحيحة، ولا يبالون برواية بعض القصص الباطلة. وحين أذكر ما وقع فيه الإخوة منَ الخطأ في أسلوب الدعوة؛ أدعوهم إلى العودة إلى ما أرشد إليه القرآن، ودل عليه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته الكرام، والذين اتبعوهم بإحسان، ولا يتحقق ذلك إلا بتدبر الكتاب والسنة، وتَعَلُّمِ ما فيهما من الهدى ودين الحق، وذلك هو النور المبين، الذي يستضيء به السائرون إلى الله، وخير مَن يُقتدى به بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم: صحابته، والتابعون، وأئمة الهدى. اهـ.
فإن كان المقطع يشتمل على مزاح محرم - كالمشتمل على الكذب أو السخرية ونحوها - فلا يجوز نشره؛ لأن في ذلك إعانة على سماع المحرم، ورضا به، وكل ذلك منهي عنه في الشرع.
والمنبغي لك نشر مقاطع الدعاة الموثوقين، الموسومين بالعلم الشرعي، ففيها غنية عن المقاطع المشتملة على ما ينكر.
وانظر الفتوى رقم: 163599 ، والفتوى رقم:165785 .
والله أعلم.