قيادات وهمية - عبد المنعم منيب
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
يتعطش المسلمون للانتصارات والبطولات منذ الهزيمة المريعة التي أوقعتها دول أوربا بالعالم الإسلامي في العصر الحديث خاصة منذ القرن ١٩ الميلاد وحتى الآن، وهذا أادى لأزمة خطيرة وهي أن أنواعا من المتهورين والانتهازيين والمتاجرين بقضايا الإسلام والمسلمين والمتصدرين للقيادة بغير كفاءة ولا استحقاق استغلوا هذا التعطش لتحقيق رغباتهم الشخصية عبر ركوب واستغلال مشاعر المسلمين وخداعهم بانتصارات أحيانا وقتية قصيرة العمر وفي أغلب الأحيان هي وهمية أو افتراضية ولا تمت للواقع الحقيقي بصلة، وكان من الممكن أن تمثل دعوات الانضباط بالفقه وبفقه السياسة الشرعية والتعقل في ادراك الواقع العملي طريقا بديلا يلوذ به المخلصون والصادقون ذوو الاتزان النفسي من المسلمين.إلا أن الأمة كما ابتليت بالمتهورين والانتهازيين ومحبي الرياسة من غير الأكفاء فقد ابتليت أيضا برموز متخاذلة اأشربت قلوبها الجبن وحب الدنيا استخدمت دعوات التعقل والتفكر والتفقه والحكمة والمصلحة كستار لجبنها وتخاذلها وتعلقها بأهداب الدنيا وهو أمر شوّه وشوّش الأمر في عقول عامة المخلصين والصادقين من شباب الأمة فصار بينهم وبين دعوات التعقل والتفقه والحكمة حاجز نفسي لارتباطها في أذهانهم بالتخاذل والجبن، وانطلقوا يتسابقون على الهلكة تحت رايات الانتصارات الوهمية أو المؤقتة أو حتى الافتراضية.
ولكن على كل حال فإنه لا سبيل صحيح إلا سبيل النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهو سبيل كتبنا عنه مرارا سابقا وسنستمر في الكتابة عنه إن شاء الله كما سأذكر لاحقا روابط لعدد مما كتبناه عن سبيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الذي نقصده هنا في هذا الموضوع.
تكملة لابد منها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ وَمَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ» (حديث حسن) وقال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:22]..
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].