عنوان الفتوى : هل الأولى التصبح بالتمر أم الانتظار للأكل من الأضحية في يوم الأضحى
هل التصبح بالتمر يوم عيد النحر لمن كان يحرص على التصبح بالتمر طوال السنة وفعل تلك السنة أفضل؟ أم الترك في يوم الأضحى أولى؟ أم هناك رأي آخر؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
وقال في تحفة الأحوذي: وفي رواية ابن ماجه: حتى يرجع ـ وزاد أحمد: فيأكل من أضحيته ـ ورواه أبو بكر الأثرم بلفظ: حتى يضحي ـ كذا في المنتقى والنيل ـ وفي رواية البيهقي: فيأكل من كبد أضحيته ـ كذا في عمدة القارئ، ورواه الدارقطني في سننه وزاد: حتى يرجع فيأكل من أضحيته ـ وهي زيادة صحيحة صححها بن القطان، كما في نصب الراية... وقد خصص أحمد بن حنبل استحباب تأخير الأكل في عيد الأضحى بمن له ذبح، والحكمة في تأخير الفطر في يوم الأضحى أنه يوم تشرع فيه الأضحية والأكل منها، فشرع له أن يكون فطره على شيء منها، قاله ابن قدامة. تحفة الأحوذي.
وعلى ذلك، تكون السنة في يوم النحر تأخير المضحى لأكله حتى يرجع من الصلاة، وهذا لتصريح الروايات بتركه للأكل قبل صلاة عيد الأضحى، بل وتصريح بعضها بأكله من أضحيته بعد الصلاة، والسياق يدل على أنه كان يأكل من أضحيته عقب رجوعه من غير فصل زمني بين رجوعه من مصلاه وأكله من أضحيته، لما تقتضيه الفاء من الترتيب مع الاتصال، وانظر الفتوى رقم: 44065.
والله أعلم.