عنوان الفتوى : الانشغال بالأعمال الموصلة للجنة أولى بالانشغال بما لم يرد فيه نصوص في نعيمها
أنا فتاة في مقتبل العمر أدرس في الجامعة، توطدت علاقتي بخالي وهو يكبرني بسبع سنوات فقط، ويعمل في نفس مجال دراستي، إذ تخرج من نفس الكلية التي أدرس فيها، تعلقت به جداً ورأيت فيه كل شيء جميل، فهو طيب وحنون وملتزم وشيخ يعطي الدروس ويعلم القرآن والعلم، وأنا لا أرى سواه رجلاً ولا أجد راحتي إلا في الكلام معه وهو يرعاني جيداً، وكنت أتمنى لو لم يكن خالاً لي لأتزوجه وسؤالي هو: هل يمكنني أن أتزوجه في الجنة وهو خالي؟ وهل هذا مشروط بأن لا أتزوج في الدنيا؟ وهل أكون زوجة لزوجي في الجنة حتى وإن لم أكن أريد ذلك؟ أرجو عدم الاستهانة بسؤالي، فأنا في حيرة من أمري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الجنة دار النعيم وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، فالسعيد والناجح والفائز من أكرمه الله بدخولها، لكن الحكم لشخص معين بأنه من أهلها أو سينال كذا وكذا فيها فهذا لا سبيل إلى معرفته، لأنه غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله، وينبغي للعاقل أن يشغل نفسه بما يقربه إلى الله و يوصله لمرضاته ودخول جناته، وذلك بالإيمان والعمل الصالح. فأشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، وإذا تقدم إليك من ترضين دينه وخلقه فلا تترددي في قبوله، واعلمي أنّ تعلقك بخالك على هذا الوجه منكر، ومحبتك له على هذا النحو شطط وانحراف يجب عليك الحذر من عواقبه، وفي خصوص السؤال عما إذا كنت ستكونين زوجة لزوجك في الجنة وإن لم تكوني مريدة لذلك فراجعي فيه الفتويين رقم: 19824، ورقم: 164177.
والله أعلم.