عنوان الفتوى : حكم العمل بمتابعة أمور الأسر الراغبة بتبني الأطفال

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعمل موظفة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية ‏بتونس، وأتعهد في إطار عملي بالقيام بعدة مهام، ‏ومن ضمن هاته المهام: القيام ببحث ميداني ‏اجتماعي خاص بعائلة ترغب في تبني طفل، ‏وكتابة تقرير خاص بهاته الأسرة، ومتابعة الوضع ‏الاجتماعي، وإرساله إلى الإدارة المكلفة بإصدار ‏قرار التبني. سؤالي هو: هل علي إثم في ذلك، مع ‏العلم أني مجبرة على القيام بذلك من طرف رئيسي ‏بالعمل، كما أني أخبر الأسرة بحرمة التبني في ‏الإسلام؟ أرجو إفادتي والرد في أسرع وقت مع ‏الشكر.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كان المقصود مجرد كفالة الأيتام، ومجهولي النسب -ممن فقدوا الراعي والأسرة- فهذا من أعمال البر التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا، وهذا مما يدخل تحت قوله سبحانه: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {الحج:77}. فلا حرج في فعله، والإعانة عليه، والسعي فيه؛ وانظري الفتويين: 3152، 7818.

وأما لو كان المقصود التبني أن يدعى الطفل إلى غير أبيه وأمه، فهو حرام لا خلاف في حرمته؛ لأن الله سبحانه قد أبطل ذلك وحرمه، فقال سبحانه: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ {الأحزاب: 5}. ويترتب عليه كثير من المفاسد والمحاذير الشرعية، فلا يجوز فعله، ولا السعي فيه، ولا الإعانة عليه؛ قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  {المائدة:2}. ولا يكفي مجرد إعلام الأسرة بحرمة هذا النوع من التبني إذا كان فعله ينبني على التقرير المذكور؛ وانظري الفتويين: 27090، 32352.

والله أعلم.