عنوان الفتوى : الوسوسة في باب الاستهزاء وأهمية السعي في التخلص منها
أنا طالبة في المدرسة، وزميلاتي يفعلن أشياء محرمة، فإحداهن تحب أحد لاعبي الكرة الأجانب، وتظل تتحدث عنه طوال الوقت، والباقيات يجلسن بجوارها ويستمعن لها، قلت يمكن أن تكون جاهلة، فقلت لها الحكم، وكما قرأت أنه كفر أيضا، ولكنها عادت إلى الوضع نفسه. أما الأخرى فكانت ونحن في عمر 13 أو 14 سنة كانت قالت شيئا فيه استهزاء بالله والعياذ بالله. وأخرى تذكر هذا القول وتضحك، ثم تستغفر الله، أما الباقيات فيقلن أشياء لا أعلم إذا كان فيها استهزاء أم إني تشددت في فهم الأمور. وبعضهن يلعبن ألعابا فيها تنبؤ بالمستقبل، وعندما نصحتهن استغفرن، ثم أتين بلعبة أخرى لكنها تشبهها في الفكرة، إنهن يصلين، ويصمن لكن يفعلن تلك الأشياء. فهل هن كافرات؟ وهل إذا لبست شيئا يشبههن في ربطات الشعر، أو الحقائب بدون قصد أصبح متشبهة بالكفار؟ وإذا كنت فعلت هذا الشيء لكن بقصد، فإذا رأيت ربطة شعر تشبه التي يلبسنها لأن تلك الموضة وتملأ الأسواق لكني لم أنتبه على ما يفعلنه. فهل أصبح متشبهة بالكفار؟ وإذا اشتريت أشياء لونها يشبه لونا تكثر من استخدامه الأخت الصغرى لإحداهن بدون قصد، لكن هذا اللون أكثر الألوان الموجودة الآن. هل أكون قد تشبهت بكفار؟ آسفة على الإطالة فأنا لا أعلم ماذا أفعل فأنا على هذه الحالة أفكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد صرحت لنا في سؤال سابق أنك مصابة بالوسوسة، وهذا السؤال يؤكد ذلك، فعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس وألا تسترسلي معها، وإلا أوقعت نفسك في حرج عظيم. ولبيان ماهية الاستهزاء المخرج من الملة انظري الفتوى رقم: 137818؛ وراجعي لبيان أهمية التخلص من الوسوسة في هذا الباب الفتوى رقم: 147101 وما فيها من إحالات. وعليه فلا وجه إذا لما تفرع عن هذه الوسوسة من التشبه بالكافرات إلى... آخره.
ثم ينبغي أن تعلمي أن التشبه بالكفار لا يكون إلا بفعل ما اختصوا به من دينهم أو عاداتهم، ومعنى ذلك أن التشبه لا يقع ابتداء إلا إذا فعل المسلم ما يتميز به الكفار عن المسلمين حتى يكون من شعاراتهم، سواء كان من أفعالهم الدينية أو كان من عاداتهم الدنيوية، أما المشترك الذي لا يختصون به فلا يقع التشبه بفعله، فما انتشر بين الناس ولا يتميز به الكفار أو العصاة عن غيرهم فإنه لا يدخل في النهي.
وقد سبق لنا التنبيه على ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 8672، 16909 ، 12438، 21112.
والله أعلم.