عنوان الفتوى : الترهيب من اتهام الزوج بالشذوذ بدون بينة
أشك في زوجي كثيرًا من ناحية أنه كان على علاقة بشاب شاذ جنسيًا, لكنه الآن يصلي, وقطع كل اتصالاته مع أصحابه, لكني أثناء الجماع أردت أن أتيقن مما أشك فيه, فحاولت إدخال إصبعي في الدبر, فلم يقل شيئًا, بل أثارته وزاد انتصابه, فكرهت نفسي وكرهته, فهو مدخن, ويرى الأفلام والمسلسلات الأجنبية؛ ولذلك أصبحت أكرهه لعدم طاعة الله, إلا أنه يحبنا كثيرًا أنا وطفله - 7 أشهر - ويخاف عليّ, ولا يريد أن يضايقني, ولا يحتمل بكائي, لكن غيرته ضعيفة, فحبي له تلاشى بسبب شكوكي ووساوسي, ونحن نصلي, ونقوم بالواجبات الدينية, لكني كلما فكرت أنه شاذ كرهته, وصرخت في وجهه دون أن أبين له السبب, أفيدوني ماذا أفعل؟ فالشيطان يريد التلاعب بي, والتفرقة بيننا, وادعوا لي بالهداية, وما الحل لنفسيتي المضطربة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الأصل في أمور المسلم حملها على السلامة, وخاصة فيما يتعلق بمثل هذا الأمر الخطير وهو فاحشة اللواط، فلا يجوز لك إساءة الظن بزوجك من غير بينة، فالله تعالى قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات:12}. ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين: 60943 -163463.
وما قمت به من محاولة إدخال أصبعك في دبره في حد ذاته أمر منكر، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 97085.
وما ترتب عليه ليس كافيًا في الدلالة على شذوذه الجنسي, فقد جنيت على نفسك, فحملتها على الوقوع في مثل هذه الشكوك التي يريد الشيطان أن يفرق بها بينك وبين زوجك، فاحرصي على مدافعة هذه الوساوس والأوهام, وأحسني عشرة زوجك, وانظري الفتوى رقم: 133101.
والأفلام الأجنبية لا تخلو من منكرات في الغالب: فلا يجوز النظر إليها، والتدخين أمر محرم, فإذا كان زوجك مدخنًا ويشاهد هذه المسلسلات فانصحيه بالمعروف, وكوني عونًا له على فعل الطاعات, واجتناب المعاصي والسيئات, خاصة وأنك ذكرت أنه كان لا يصلي وأقبل على الصلاة, فإذا أبديت له شيئًا من الكره فربما أعنت الشيطان عليه، روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، قال: اضربوه, قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه, فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله, قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان.
والله أعلم.