عنوان الفتوى : الرد على من أباح تهنئة الكفار بأعيادهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بعض المسلمين يقولون في الاحتفال بأعياد المسيحيين: إن المسيحية ظهرت قبل الإسلام، ونحن المسلمين مؤمنون بالمسيح عليه السلام لكنهم غير مؤمنين بالإسلام، ورسولنا تزوج مسيحية ولم تسلم، لذلك نأخد نحن الثواب بالنية الخالصة بالاحتفال معهم، وإنما الأعمال بالنيات، مثل بالضبط لما تهنئين شخصا بعيد ميلاده رغم أنه لم يهنئك، فتأخدين أنت الثواب وتعطيه درسا في المحبة، ونقاء القلب. فكيف نرد عليهم علما بأنهم يعيشون في الغرب؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا يجوز الاحتفال بأعياد النصارى، ولا تهنئتهم بها.

  قال الإمام ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به، فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية، أو بدعة، أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه... إلخ. انظر أحكام أهل الذمة، فصل في تهنئة أهل الذمة.
وكون المسيحية ظهرت قبل الإسلام لا يعني ذلك جواز تهنئتهم, لأن القبلية في الزمان لا تعني الأفضلية والصلاح. كيف والحال أن المسيحية الآن محرفة وفيها من الوثنية، والشرك بالله ما لا يخفى. ثم إن الإسلام وإن أتى بعدها فقد نسخ الشرائع السماوية السابقة كلها؛ قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {المائدة:48} وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85} ولا يعني كوننا مؤمنين بالمسيح عليه السلام أن نشاركهم في باطلهم وانحرافهم, مع أن نسبتهم الآن للمسيح باطلة، لأنهم مخالفون حتى لما جاء به.

ولمزيد فائدة في الموضوع وكيفية الرد على القائل بجواز الاحتفال، انظري فتاوينا التالية وما فيها من إحالات: 26883. 8327. 73951. 105164.

وأما بالنسبة لتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بمسيحية، فلا يعلم هذا, وإنما الأمر أنه كان له أمة هي مارية القبطية، وهي أم ولده إبراهيم، وقد أسلمت على يد حاطب بن أبي بلتعة قبل وصولها إلى المدينة. وانظر فتوانا رقم: 12668.  

وأما حديث: الأعمال بالنيات. فإنما ذلك في العمل الذي يقره الشرع، فإن نواه صاحبه كتب له الأجر في عمله له مع النية, أما أن يعمل الإنسان المنكر بنية حسنة فإن ذلك لا يشفع له البتة. ولا يكسبه الأجر والثواب، بل ربما أوقعه في الإثم والعقاب. 

أما بالنسبة للتهنئة بعيد ميلاد الشخص فانظري الفتاوى التالية أرقامها: 10889. 33968. 95903.  

والله أعلم.