عنوان الفتوى : حكم السكن في بيت فيه قبر والبناء عليه أو حوله
أنا من عمان, وموضوعي هو أن والدي - رحمه الله - قبل سنتين أقام في سكن حكومي مع أمي وإخوتي, وبعد مضي سنتين أصبح والدي يعاني من مشاكل نفسية - وهو إنسان كبير في السن , في الستينات تقريبًا - فأصبح يخبر أن أحدًا عمل له عملًا – سحرًا - ويردد كثيرًا بأن هناك حشرات تخرج من فمه, ولكننا لا نشاهدها, وكنا نعتقد أنه مرض نفسي, ولكن مع الأيام بدأ يزداد سوءًا, ويقول: عندما تخرج تلك الحشرات من فمه تؤلمه ركبه, ولا يستطيع المشي, وبعد ذلك دخل في حالة نفسية شديدة, وعرضناه على طبيب نفسي, ولكنه لم يستطع تشخيص حالته, وظلّ على هذا الحال إلى أن وصل به الحال إلى اتهام إخوتي, وأحيانًا زوجته بأنهم عملوا له عملًا, وظل يعاني حتى توفاه الله برحمته السنة الماضية, وقبل شهرين قرر أخي أن يتزوج, وأن يقوم ببناء ملحق داخل المنزل, وعندما بدأ العمال بالحفر تفاجؤوا بوجود قبر بالمنزل وبعدها أوقفنا البناء, وسؤالي - يا شيخ -: هل العلامات التي ظهرت لوالدي - رحمه الله - هي بسبب وجود قبور بالمنزل؟ سؤالي الثاني: هل نخرج من المنزل أو أن هناك تدبيرًا آخر؟ علما بأنه لا يوجد عندنا مسكن آخر, ومنطقتنا تخلو من منازل للإيجار.جزاكم الله كل خير, أرجو أن تعطوني جوابًا - رحم الله والديكم - لأني تعبت من البحث عن شيخ يريحني, وخاصة أن أمي تعاني الآن من مرض بالقلب ظهر فجأة وأنا خائف, فأرجو أن لا تهملوا رسالتي, وفقكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرحم والدكم, ويحسن عزاءكم فيه, ويشفي أمكم, ويحفظكم جميعًا من كل سوء, وليس عندنا ما نجزم به في سبب ما حصل لوالدك.
وأما عن القبر الذي وجدتم: فإن كان المقبور قد اندرس وأكلت الأرض عظامه فيجوز لكم الانتفاع بمكان القبر في البناء وغيره إذا لم يكن هذا المكان وقفًا, أما إذا بقي للميت فيه أثر من عظم أو غيره فلا يجوز البناء فوق قبره, ولا المشي, ولا الجلوس عليه، كما سبق تفصيله في الفتويين رقم: 19135، 110102 وما أحيل عليه فيهما.
وبناء على ما سبق ذكره، فإنه لا مانع من السكن في البيت المذكور، والبناء الذي أراد أخوكم في حال اندراس القبر المذكور, وإما إذا كان لم يندرس فيشرع لكم البناء حوله إذا لم يكن محله مقبرة في الأصل وإنما وجد قبر واحد, فاتركوا القبر على حاله, وابنوا حوله ما شئتم, مع المحافظة على حرمة صاحب القبر, وعدم البناء فوقه والجلوس عليه.
والله أعلم.