عنوان الفتوى : طاعة الأم مقدمة على الزواج من شخص معين
أنا فتاة حاصلة على مؤهل عالي ومتدينة تقدم لي شاب متدين وذو خلق ولكنه حاصل على مؤهل متوسط وكانت أسرتي موافقة ولكن حصلت عدة مشاكل مادية لم يكن له يد فيها ولكنها الظروف وتم فسخ الخطبة ولكن بعد عدة أشهر رجعت أنا إليه لأني شعرت بمشاعر تجاهه وكانت إمكانياته تحسنت جدا والحمد لله ولكن أمي رافضة بشدة متعللة بأنه ليس بالشخص الذى يليق بمستوانا الاجتماعي وأنا قد صليت صلاة الاستخارة وأحس أن هذا الشخص هو نصيبي وأمي تقول لي إنها إن تمت هذه الزيجة سوف تغضب علي طوال العمر فماذا أفعل؟ هل أغضب أمي أم أترك من يحبني ومستعد لأن يضحي بنفسه من أجلي ومن قال فيه رسول الله: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي نراه هنا هو أن طاعة أمك مقدمة على رغبتك في الزواج من هذا الشخص، لأن طاعة الوالدين في المعروف واجبة، والزواج من هذا الشخص بعينه غير واجب، والواجب مقدم على غير الواجب.
وإذا أردت أن يقضي الله حاجتك، فعليك أن تتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع لعله يجعل لك مخرجاً، واعلمي أن الزوج الصالح رزق من الله تعالى، والرزق لا ينال بمعصية الله، وإنما يُنال بطاعته، ومن أعظم الطاعات بر الوالدين والإحسان إليهما، فلذلك جاء الأمر ببرهما مقروناً بالأمر بالتوحيد، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الإسراء:23].
وننصحك بأن تسلطي على أمك من يقوم بنصحها وتوجيهها.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.