عنوان الفتوى : أهل الجنة يتذاكرون أحوالهم في الدنيا
هل في الجنه أتذكر أنا وزوجتي ما عملناه في الدنيا من أفعال صالحة لكي أكلمها به في الجنة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا جمع الله بينك وبين زوجتك في الجنة فلا مانع من أن تتذكرا الأعمال الصالحة التي كنتما تعملانها في الدنيا، فإن الإنسان في الآخرة يتذكر ما عمل من خير أو شر، كما جاء في قوله تعالى: يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ مَا سَعَى { النازعات: 35}.
قال القرطبي: أي ما عمل من خير أو شر: وقد ورد في الآثار وكتب التفسير أن أهل الجنة يتذاكرون أحوالهم، وكيف كانوا في الدنيا من عناء وتعب، فيحمدون الله تعالى على ما أوتوا من النعيم، كما قال الله تعالى: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ { الصافات:50}.
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره: يخبر تعالى عن أهل الجنة أنه أقبل بعضهم على بعض يتساءلون أي عن أحوالهم، وكيف كانوا في الدنيا؟ وماذا كانوا يعانون فيها؟ وذلك من حديثهم على شرابهم واجتماعهم في تنادمهم ومعاشرتهم في مجالسهم، وهم جلوس على السرر، والخدم بين أيديهم يسعون ويجيئون بكل خير عظيم من مآكل ومشارب وملابس وغير ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. انتهى.
وعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها. ذكره السيوطي في الجامع الكبير وضعفه الألباني.
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 24431.
والله أعلم.