عنوان الفتوى : امرأة أرثوذكسية ، جامعها مسلم ، ثم تزوج بها ؛ هل هذا حرام ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

اسمي لانا وقد تزوجت مؤخرا من مسلم لبناني وأنا أرثوذوكسية وقد كنت أعرف زوجي منذ قرابة الثمانية أعوام وقد تزوجنا منذ خمسة أشهر وقد جامعني قبل الزواج مني. ولكنه الرجل الوحيد الذي عرفته طوال حياتي وهو الرجل الوحيد الذي جامعني. فهل ما فعلناه حرام حتى وإن انتهي الأمر بنا إلى الزواج ؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق


الحمد لله
أولا :
مرحبا بك يا (لانا) ضيفة على موقعنا ، وقد سرنا حرصك وسؤالك عن ( الحرام ) ، يعني في ديننا ؛ وهذا يدل على رغبة عندك في الخير .
لكن لا ندري كيف فاتك أن تسألي عن الحرام الأكبر فيما أنت فيه ، وعن الحل الأعظم لذلك كله ؛ فاتك أن تسألي عن بقائك في دينك القديم ، وقد سمعت بالإسلام ، وتزوجت رجلا مسلما ؛ ألم تفكري في التعرف أكثر على هذا الدين ؟ ألم تفكري في البحث عما أنت فيه ، وهل يصح أن تبقي هكذا ، تعتقدين أن لله ولدا ، أو زوجة ، أو شريكا .. ، ألم تسألي عن نفسك عن الطريق لاتباع هذا النبي الخاتم ، محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي جاء مصدقا للأنبياء والمرسلين من قبله ، حاملا للناس آخر رسالات الله إلى البشر ؟!
أتعلمين ـ يا أمة الله ـ أنك إن آمنت بهذا الدين ، ودخلت فيه ، فلن يصبح عندك مشكلة مع الماضي الأسود المليء بالخطايا ، أيا كانت هذه الخطايا ؟!!
أتعلمين أنك بمجرد دخولك في هذا الدين ، سوف تبدئين صفحة بيضاء مع الله ؛ قد غفر لك ما كان فيها من الخطايا ، بمجرد انتهائك عنها ، وتوبتك منها ، ودخولك في الإسلام ؛ قال الله تعالى : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ) الأنفال/38 ؟!
لا ؛ بل قد وعد الله التائبين عن شركهم ، والتائبين عن معاصيهم ، أن يجعل الله لهم في صحائفهم حسنات ، بدلا من سيئاتهم التي كانت فيها : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) الفرقان/68-71
إن التي فكرت أن تسألنا عن ( الحرام ) لن يكون صعبا عليها أن تبدأ في الطريق ، أن تبحث عن السعادة الكبرى ، والطهارة الحقيقية من الشرك ، والمعاصي !!
ونرجو النظر في جواب السؤال رقم (34171 )ورقم (14246 )، كما نأمل مراجعة قسم ( تعرف على الإسلام ) في موقعنا .
ثانيا :
ليس هناك فرق في تحريم الزنا بين ما إذا تبعه زواج ، أو لم يتبعه زواج ، فالزنا محرم لذاته ، وجريمته جريمة مستقلة ، لا يعفي صاحبها أن يتزوج بعدها ، أو لا يتزوج ؛ ثم إن زواج الزاني بمن زنى بها : لا يصلح الماضي ، لأنه انتهى ، ولا يعالجه ؛ إنما يعالجه ، ويصلحه : التوبة الصادقة منه .
فإذا تاب الزانيان ، ثم أرادا أن يتزوجا بعد ذلك : فلا حرج عليهما ؛ وأما قبل التوبة : فلا يجوز للمسلم أن يتزوج من أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) إلا المحصنة العفيفة .
فإذا كان هذا الزواج قد وقع قبل التوبة من الزنا ، ولم يكونا على علم بالحكم : فعليهما أن يعيدا عقد النكاح من جديد .
وينظر جواب السؤال رقم (126051 )
نسأل الله أن يشرح صدرك للإسلام ، وأن يمن عليك وعلى زوجك بالتوبة النصوح .
والله أعلم .