عنوان الفتوى : فتاة تسأل: هل يمكنها الدخول في الإسلام لأن حياتها سابقاً كانت مليئة بالمعاصي والذنوب؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا فتاة صغيرة وأريد أن أسلم لأني تأكدت بأن الإسلام هو الدين الحق ، ولكن لدي مشكلة واحدة وهي أني قبل أن أعرف الإسلام قمت بالكثير من الذنوب إن لم تكن حياتي كلها ذنوب ، فهل يمكن أن أسلم ، وماذا افعل بخصوص حياتي السابقة ؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

بسم الله الرحمن الرحيم

تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(2)غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ(3) سورة غافر

روى ابن عباس - وهو من صحابة نبي الإسلام عليه السلام - أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو لَحَسَنٌ وَلَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً فَنَزَلَ قول الله تعالى : قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ(54)

وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55)أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(57)أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(58)بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ ءَايَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59) سورة الزمر

وكان عمرو بن العاص مشركا مذنبا عدوا لله ، " قَالَ لَمَّا أَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِي الإِسْلامَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُبَايِعَنِي فَبَسَطَ يَدَهُ إِلَيَّ فَقُلْتُ لا أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي قَالَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَمْرُو أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنْ الذُّنُوبِ . " رواه الإمام أحمد (17159).

ففرّي إلى الله واعلمي أنّه ليس شيء من القلق الذي لديك إلا وحلّه موجود في النصوص المتقدّمة ، بل إنّ هذه النصوص تخاطبك أنت ، وتُعنى بقضيتك وتحلّ مشكلتك .

وإذا كان ربّك رحيما توابا ويغفر الذنوب جميعا ورحمته وسعت كلّ شيء وناداك مع عباده للتوبة والإسلام ووعدك على لسان رسوله عليه السلام بأنّ ذنوبك السابقة كلها كبيرها وصغيرها بجميع أنواعها ستمحى وتزول بالكلية إذا أسلمت ، وستبدئين بصحيفة أعمال جديدة نظيفة من السيئات ، فماذا تنتظرين ولأيّ شيء تتأخرين ، فعجّلي وأقدمي وأسلمي واعبدي ربك ، ونحن نستبشر لك بمستقبل سعيد وحياة طيبة في ظلّ الإسلام ، ولقد سرّنا - والله - سؤالك ، ونحن بانتظار الخبر السعيد .

ولمعرفة كيفية الدخول في الإسلام انظري الأسئلة رقم:(703)،  و(11936 ) وقسم تعرف على الإسلام في الموقع والله يحفظك من كلّ سوء وهو نعم المولى ونعم النصير والهادي إلى سواء السبيل .