عنوان الفتوى : حكم اصطحاب الكتب إلى مكان قضاء الحاجة
يوم من الأيام كنت جالسا مع صديقي فكان يومها يوجد لنا امتحان في المدرسة، فقال لي صديقي لي أنا من شدة ضيق الوقت كنت آخذ الكتاب معي داخل الخلاء(الحمام) كي أدرس. استغربت منه. فسؤالي: هل يجوز دخول الخلاء(الحمام) ومعنا كتاب بغض النظر عن نوع المادة التي نحملها في هذا الكتاب؟ وشكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الكتب تشتمل على أسماء الله الحسنى أو بعض الآيات ، فيكره إدخالها في الحمام وقيل يحرم، لأن ذلك يتنافى مع تعظيم حرمات الله تعالى وتعظيم أسمائه وكتابه، وسبق بيان ذلك مع أقوال العلماء في الفتوى رقم: 36096 ، فنرجو الاطلاع عليها، وإن كانت الكتب خالية من ذكر الله تعالى ونحوه مما هو معظم شرعا فلا ينبغي إدخالها لأجل القراءة فيها، لاستحباب السكوت أثناء قضاء الحاجة، إلا لمهم.
قال ابن حجر الهيتمي في التحفة: ولو بغير ذكر، أو رد سلام للنهي عن التحدث على الغائط، ولو عطس حمد بقلبه فقط كمجامع، فإن تكلم ولم يسمع نفسه فلا كراهة. انتهى.
وفي التاج والإكليل على مختصر خليل في الفقه المالكي عند قول المؤلف وهو يذكر آداب قضاء الحاجة: وسكوت إلا لمهم ـ لا يتكلم أحد في حال جلوسه للحدث، وقال عياض: ولا يسلم عليه ولا يرد. انتهى.
كما ينبغي ترك تلك القراءة إذا ترتب عليها المكث في الحمام فوق الحاجة، لأن ذلك يجلب الضرر للشخص.
ففي الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي: وطول المكث على قضاء الحاجة يولد الداء الدوي. انتهى.
فإن لم يترتب على ما ذكر طول مكث ولا قراءة بحيث يسمع نفسه ، كان الأمر أخف ، لكننا نرى أنه غير مستحسن، فإن بيوت الخلاء ليست مكانا لذلك.
وفي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى متحدثا عن اصطحاب ما ليس بمعظم : ومما يوضح ذلك أن الفقهاء قالوا في آداب الخلاء إنه لا يستصحب ما فيه ذكر الله واحتجوا بالحديث الذي في السنن ( أن النبي كان اذا دخل الخلاء نزع خاتمه وكان خاتمه مكتوبا عليه ( محمد رسول الله ) محمد سطر رسول سطر الله سطر. ولم يمنع أحد من العلماء أن يستصحب ما يكون فيه كلام العباد وحروف الهجاء مثل ورق الحساب الذي يكتب فيه أهل الديوان الحساب، ومثل الأوراق التي يكتب فيها الباعة ما يبيعونه ونحو ذلك. انتهى.
والله أعلم.