عنوان الفتوى : حكم الساب الذي يندم ويتوب لكنه يعود
أنا شاب عمري 33 عاما، متزوج ولدي طفلان، مشكلتي هي عدم السيطرة على نفسي عند الغضب وسب الدين، وفي كل مرة أتوب وأستغفر الله أعاود الكرة مرة أخرى حتى شعرت باليأس، وأشعر بأن الله سبحانه وتعالي لن يتقبل توبتي بسبب تكرار الفعل. فماذا أفعل؟ ولدي سؤال آخر رجاءً هل يجوز عمل صدقة جارية مثل كولدير ماء على روح أبي رحمه الله من مال الزكاة الخاص بي؟ أم أن الزكاة شيء وهذا العمل شيء آخر؟ وكيف أنفق الزكاة في مصدرها الحقيقي؟ جزاكم الله كل الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن سب دين الإسلام كفر مخرج من الملة والعياذ بالله, والواجب عليك أيها السائل أن تملك نفسك عند الغضب وتكف عن السب, وإذا غلبتك نفسك ووقعت في السب فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى بأن تندم وتعزم عزما صادقا على عدم العودة، ولو تكرر منك السب مرارا -والعياذ بالله- فإن الواجب عليك تكرار التوبة, واعلم أن سبك للدين كلما غضبت إنما هو لقلة خوفك من الله تعالى وعدم شعورك بقبح ذنبك وعدم إدراكك لخطورته، فاستشعر خطورة ما تقوم به من السب وأنك لو مت على تلك الحال لكنت مستحقا لدخول النار، فلعل استشعارك لذلك يكون سببا في عدم العودة للسب, فاتق الله تعالى, وانظر الفتوى رقم 136284عن ما يلزم من اقترف جريمة سب دين الله تعالى, والفتوى رقم 48551عن ساب الدين بسبب الجهل أو الغضب, والفتوى رقم 144107عن مفارقة الزوج الذي يقع في الكفر ويسب الدين, والفتوى رقم 144639عن ساب الدين.. حكم بقاء زوجته معه وهجره .
وأما عمل صدقة جارية من مال الزكاة فهذا لا يجوز لأن الزكاة لا تصرف إلا إلى المصارف التي حددها الشرع، وقد بيناها في الفتوى رقم 27006, فإذا أردت أن تعمل صدقة جارية لوالدك فليكن من مال آخر غير الزكاة .
والله أعلم.