عنوان الفتوى : لا يحكم على الطاهر بالنجاسة إلا بيقين
عندي سؤال أرجو الإجابة عليه: ولد جيراننا كثيرا ما يأتي البيت ويتبول في ثيابه، فأضطر أن أوصله إلى منزله بسيارة، وأحتاط وأضع له شيئا لكي لا ينجس المقعد، وذات يوم أصبح الوقت متأخرا، وكنت لا أعلم أنه تبول في ثيابه، فركب السيارة وجلس على المقعد، وبعدها شممت رائحة البول، ولكن لا أعلم هل تنجس المكان أم لا؟ فالصبي له رائحة، وعلى حد علمي أنه إذا جلس على عدة أماكن فالمكان الثالث لا يتنجس، ولكن لا أعلم هل جلس في مكان غير مقعد السيارة، لأنه صار له أكثر من 3 ساعات في منزلنا؟ وهل وصلت الرطوبة إلى المقعد؟ فماذا أفعل عند الشك؟ مع العلم أنه في بعض الأحيان يجلس الأطفال وثيابهم مترطبة من المطر، فهل يتنجسون؟ والبعض الآخر يشتري علب البيبسي أو العصير وتكون باردة ورطبة وأنسى وأحطها على المقعد فهل تتنجس هذه العلب أم لا؟ أرجو الإجابة، لأنني شديدة التوتر حيال هذا الموضوع ولا أدري ماذا أفعل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا من هذا السؤال والأسئلة السابقة للأخت السائلة أنها مصابة بالوسوسة في الطهارة. والعلاج الأمثل لها أن تعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يحكم بتنجس مكان طاهر إلا بيقين، وليس بمجرد الشك، فإذا جلس الطفل على مقعد السيارة أو غيرها وشككت في تنجسه ولم تتيقني فالأصل هو طهارة المكان، كما قال السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ في منظومة القواعد الفقهية:
والأصل في مياهنا الطهارة والأرض والثياب والحجارة.
وكذا لو شككت في تنجس ما يمسكه الطفل بيديه أو يجلس عليه أو يمشي عليه فالأصل في كل ذلك الطهارة، فما تيقنت أنه نجس، أو متنجس فذاك، وما شككت فيه فالأصل الطهارة فلا تتعبي نفسك، وانظري عن علاج الوسوسة في أمر الطهارة الفتاوى التالية أرقامها: 139500 72364، 139919160707
والله أعلم.