عنوان الفتوى : شبهة مخالفة بعض الأحاديث للعقل والقرآن والرد عليها
لي سؤال حول الأطروحات التي يقدمها المفكر الإسلامي عدنان الرفاعي في برامجه المعجزة الكبرى وفي سبيل الحكمة، فقد وجدت في استنباطه وتدبره للقرآن الكثير من الحقائق العلمية والبراهين الرياضية حول مسألة الطلاق والشفاعة وبعض الأحادث المؤذية بسمعة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وبسمعة الإسلام والتي للأسف موضوعة في صحيح البخاري ومسلم وهي تحمل بعض تناقض شنيع عبر مقارنتها مع الآيات القرآنية من مثل آية الرجم، وإرضاع الكبير، وإسماع الموتى، فلماذا يتم اجترار هذا الموروث المخزي والذي يحاربنا الغرب به؟ ولماذا لا توافقون على معايرة هذه الأحاديث على نصوص القرآن، فما توافق نضعه على أساس أنه من السنة الشريفة وما تعارض فلنحذفه كما فعل البخاري في عصره حينما غربل ما يقارب 600000 حديث منسوبا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وشكرا لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فبداية ننبه الأخ السائل على أن المفكر المذكور لا ينتهي اجتهاده إلى إنكار بعض الأحاديث الثابتة في الصحيحين لكونها مخالفة للعقل أو للقرآن فيما يزعم، بل إنه يؤصل لأمور محدثة وضلالات فكرية خطيرة ومنها قصر السنة النبوية على ما جاء مبينا لمجمل القرآن، وقد كتب في ذلك عدة مقالات منها المنشور على موقع: أهل القرآن، بعنوان: الفارق بين السنّة الشريفة وروايات الأحاديث ـ فيقول: السنّةُ الشريفةُ هي ما قالَهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم وفعلَهُ من تفصيلٍ لكليّاتِ النصِّ القرآنيِّ، كتفصيلِهِ صلى الله عليه وسلم لهيآتِ الصلاةِ وعددِ الصلوات وعددِ الركعاتِ في كلِّ صلاة، حيث توارثتْ الأجيالُ هذه السنّةَ الشريفةَ، حياةً تعبديّةً منذُ الجيلِ الأوّلِ حتى الآن، وستتوارثُهُ حتى قيامِ الساعةِ، فهذه السنّةُ لم تُصبحْ واقعاً متحقِّقاً في التاريخِ عَبْرَ رواياتِ الأحاديثِ كما يتوهّمُ الكثيرون، إنّما تناقلتْها الأمّةُ بأسرِها من جيلٍ إلى جيلٍ عَبْرَ التزامِ الأمّةِ العمليِّ بهذهِ السنّةِ هذا الكلامُ يرفضُهُ رفضاً قاطعاً الغالبيّةُ العظمى من المسلمين، لأنّهم لم يقرؤوا التاريخَ قراءةً مجرّدةً عن عصبيّاتِهم الطائفيّةِ والمذهبيّةِ، ولأنّهم وقعوا ضحيّةَ الخَلْطِ بين السنّةِ الشريفةِ، وبين رواياتِ الأحاديثِ التي هي في النهايةِ. اهـ.
ولسنا الآن في معرض الرد على هذا، أو غيره من أخطائه الكثيرة ومغالطته الشنيعة، ولكن نريد فقط تنبيه الأخ السائل على أن الأمر لا يقف عند حد بعض الأحاديث التي يعتقد السائل، أو غيره أنها من الموروث المخزي والذي يحاربنا الغرب به !! وإنما هو تأصيل جديد لمنهج طائفة القرآنيين الباطل.
ويحسن أن يرجع السائل الكريم لما كتب أهل العلم في هذا الموضوع تفصيلا لأهميته، ويمكن أن يجد ملخصا لذلك في بحث عن السنة بقلم الدكتور محمد بن عبد الله العجلان، نشر في العدد التاسع من مجلة البحوث الإسلامية، وفيه الكلام عن استقلال السنة بالتشريع.
وكتاب: الحديث والمحدثون ـ للأستاذ الدكتور محمد محمد أبو زهو.
وراجع كذلك للأهمية الفتوى رقم: 137308للوقوف على إشارات في جهود المحدثين كالبخاري وغيره في تصفية السنة النبوية مما لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما بالنسبة لخصوص هذه المسائل وهذه الأحاديث التي يشنع بها المستشرقون وأذنابهم على المسلمين فليس الحل في التبرؤ منها وإنكارها، ما دامت صحيحة ثابتة، وإلا فقد طعنوا في عدة آيات من القرآن، فهل ننكرها هروبا من طعن الطاعنين؟! أم نبيّن لهم ما فيها من حكمة وموافقة للحق ومراعاة لمصلحة البشر؟! وقد سبق لنا التحذير من رد السنة بحجة الاكتفاء بالقرآن، وبيان أن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله، فراجع الفتاوى التالية أرقامها: 9936011316964754458849234.
وراجع في مسألة سماع الأموات الفتوى رقم: 133802.
وفي نسخ آية الرجم الفتويين رقم: 18663 ورقم: 72926
وفي حديث رضاع الكبير الفتاوى التالية أرقامها: 4100266476118787.
والله أعلم.