عنوان الفتوى : الحكمة من نسخ تلاوة آية الرجم مع بقاء الحكم
ما قصة آية الرجم الواردة في الصحيح؟ وهل هي منسوخة؟ وما الحكمة من النسخ مع بقاء الحكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في صحيح السنة أن الله سبحانه وتعالى أنزل آية الرجم للزاني الثيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قرآناً تتلى فترة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسخ الله لفظها وبقي حكمها، وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 5132، ولمزيد من الفائدة راجع أيضاً الفتوى رقم: 13919، والفتوى رقم: 1405.
أما الحكمة من نسخ التلاوة مع بقاء الحكم فهي الابتلاء والاختبار لقوة إيمان هذه الأمة ومسارعتها إلى طاعة ربها، كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، والزركشي في البرهان حيث نقلا أن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به، فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام، والمنام أدنى طريق الوحي. انتهى
ويؤيد ما ذكراه خشية عمر رضي الله تعالى عنه من أن يترك الناس العمل بهذه الآية التي نسخ لفظها، وبقي حكمها، كما سبق في الفتوى المحال إليها رقم: 5132.
وقد أجاب الزركشي عن الحكمة في بقاء التلاوة مع نسخ الحكم بقوله:
والجواب من وجهين أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
وثانيهما: أن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة.
والله أعلم.