عنوان الفتوى : كيف يجمع الله زوجات رسول الله معه في نفس الدرجة والوسيلة لعبد واحد؟
كيف يجمع الله بين الزوجين في الجنة والوسيلة لعبد واحد فقط؟ وهل ستكون زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذريته في نفس الدرجة كما في الآية: ألحقنا بهم ذريتهم؟ أم ماذا؟ وسائر الأزواج: هل يكونون مع زوجاتهم وأولادهم أم لا؟ وشكرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الوسيلة خاصة به صلى الله عليه وسلم وحده كما نطق بذلك الخبر لكن الله تعالى يلحق به زوجاته أمهات المؤمنين إكراما له صلى الله عليه وسلم وتكميلا لنعيمه ، قال الإمام ابن القيم في حادي الأرواح : و على هذا فيكون المعنى أن الله سبحانه يجمع ذرية المؤمن إليه إذا أتوا من الإيمان بمثل إيمانه إذ هذا حقيقة التبعية و إن كانوا دونه في الإيمان رفعهم الله إلى درجته إقرارا لعينه و تكميلا لنعيمه و هذا كما إن زوجات النبي معه في الدرجة تبعا و إن لم يبلغوا تلك الدرجة بأعمالهن ، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى: وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } : أي في الجنة فإِنهن في منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعلى العليين, فوق منازل جميع الخلائق في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إِلى العرش . وراجعي الفتوى رقم: 216124.
وأمّا سائر الناس: فيكون الرجل مع زوجاته وأولاده، إن كانوا من أهل الإيمان، وراجعي الفتوى رقم: 11721.
والله أعلم.