عنوان الفتوى : لا حرج في طلاق الزوجة لتفادي ظلمها
أرجوكم ساعدوني في مشكلتي فقد أصبحت لا أعرف النوم ولا طعم الحياة باختصار أنا شاب عمري 29 سنة متزوج منذ 4 سنوات وعندي طفل عمره 3 سنوات ومشكلتي أنني متزوج من فتاة ترضي ربها، وتقوم بكافة الأعمال المنزلية ولا تقصر معي في شيء أبدا أبدا، إلا أنني حين تزوجتها لم أرها سوى 6 مرات قبل الزواج الفعلي ولم أحبها، لكنني كنت مقتنعا بأن الحب يأتي بعد الزواج وخلال أسبوعين فقط حملت زوجتي، وبدأت أكتشف أنني لا أحبها ستقولون لي وما الحب الذي تتكلم عنه؟ لقد وقعت الفأس بالرأس وفكر الآن بابنك ودعك من قصص الحب والخزعبلات أرجوكم، لا تحكموا بهذه الطريقة فأنا حاولت كثيرا جدا والمشكلة أنني أنفر من زوجتي على فراش الزوجية ولا أجامعها أبدا وحاولت كثيرا ولكن لديها العديد من المنفرات الجنسية التي تجعلني لا أستطيع حتى تقبيلها، وتلك المنفرات لا يوجد لها علاج حتى لا تقولوا لي ابحث عن علاج حاولت كثيرا أن أخفي عنها خلال الأربع سنوات، ولكنني حينما أصبحت حياتنا جحيما بعدم المعاشرة صارحتها بأن لديها بعض الأمور التي تجعلني أنفر منها لم تتقبل الأمر وأصبحت حزينة أكثر، وأصبحت أكثر حزنا، والآن أنا بين نارين: فهل لو طلقتها لأنني لا أحبها ولا أجامعها فيه ظلم لها رغم أنها لم تقصر معي في شيء؟ وهل استمراري معها من أجل ولدي دون جماع لها ليس فيه ظلم أيضا؟ ستقولون لي كل شيء له حل، ولكنني أصبحت لا أرى حلا لأنني أحاول منذ أربع سنوات بجميع الحلول ولم أستطع، وزواجي بأخرى لا يمكن لظروف كثيرة وبالنسبة لي أصبحت أخاف على نفسي الوقوع في الحرام، لأنني لا أجامع زوجتي ولدي رغبات جنسية دفينة أرغب في إخراجها، وهي كذلك وكتبت لكم بعد أن ضاق صدري جدا، وأقسمت أنه لو أكد لي أحد الشيوخ أنه ليس علي إثم من تطليقها فسأطلقها، لأنه ليس من حياة دون جماع ودون حب، أما من النواحي الأخرى كقراءتها للقرآن وصلاتها فهي ملتزمة جدا جد، أرجوكم موضوع الجماع موضوع مهم، وهو أساس في الحياة الزوجية الناجحة، فماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني لا أرغب في إجابات أصبحت مثالية كعليك بالصبر وعليك بالمحاولة وعليك بالتفكير في ولدك، لأن هذه الإجابات جربتها ولكن أي رجل يعرف ما معنى أن يكون نافرا من زوجته على الفراش ولا يجمعه بها حب، أنتظر إجابتكم الفاضلة بفارغ الصبر جزيتم خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن العفاف من أهم مقاصد النكاح، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. وهو متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه.
فالزواج إذن سبيل لتحصين الفرج، والوطء حق من حقوق الزوجة على زوجها، فإن تنازلت عن هذا الحق برضى منها فلا حرج على الزوج في ترك وطئها، وأما أن تتركه بغير رضاها فلا يجوز، فإما أن تعاشر بمعروف، أو أن تطلق بإحسان، وانظر الفتوى رقم: 29158.
وأما الطلاق: فهو مباح وخاصة إن دعت إليه حاجة، ويكره إن كان لغير حاجة، وراجع الفتوى رقم: 61804.
فإذا طلقت زوجتك لأجل السبب المذكور لا يلحقك إثم في ذلك ـ إن شاء الله.
والله أعلم.