عنوان الفتوى : العمل في البنوك
ما حكم العمل في البنوك؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جمهور العلماء المعاصرين يحرمون العمل في البنوك الربوية، وهذا الرأي هو الراجح قطعا، ولكن ذهب الشيخ القرضاوي إلى جواز العمل في البنوك الربوية خاصة لمن لم يجد عملا آخر، وإن كان الأولى هو البحث عن عمل آخر لا شبهة فيه.
يقول الشيخ حسام الدين عفانة من علماء فلسطين:
إن العمل في البنوك الربوية من الأمور المحرمة شرعا؛ لأن الربا من كبائر الإثم ومن الموبقات السبع، وقد أعلن الله سبحانه وتعالى ورسوله الحرب على من يتعامل في الربا، فقال الله جل جلاله: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون”.
وصح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء”.
ولا شك أن الذي يعمل في البنك الربوي يدخل في مفهوم هذا الحديث حتى لو كان حارسا للبنك في الليل”. ولا شك أن العمل في البنك الربوي داخل في مفهوم التعاون على الإثم والعدوان، فأنصح الأخ السائل أن يبحث عن عمل آخر، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
ويقول الدكتور علي محيي الدين القرة داغي أستاذ الفقه بكلية الشريعة بدولة قطر:
الأصل أن لا يتعامل الإنسان المسلم الحريص على دينه في البنوك الربوية؛ تطبيقا لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال هم سواء” ولكن بعض العلماء المعاصرين منهم فضيلة الشيخ القرضاوي أجاز العمل في مثل هذه البنوك في الحالات التالية:
1) أن لا يجد الإنسان عملا مناسبا بسبب تخصصه إلا في مثل هذه المؤسسات المالية، وحينئذ يجوز له أن يتعين فيها، ثم إذا وجد فرصة يتركها ليعمل في مجال آخر مشروع.
2) أن يدخل الإنسان في مثل هذه المؤسسات لكسب خبرة لا يجدها في المؤسسات الأخرى، فيتعين فيها حتى يكتسب هذه الخبرات، ثم بعد ذلك يسعى جاهدا للانتقال للمؤسسات الإسلامية أو الأعمال الحرة حتى يطبق ما اكتسبه من هذه الخبرات.
والله أعلم .