عنوان الفتوى : حكم البكاء عند القبور ومخاطبة من فيها
كل ما ذهبت إلى المقبرة الإسلامية لأزور بعضا من أقاربي وأهلي لا أستطيع السيطرة على نفسي وأبدأ بالبكاء والتكلم مع الميت، وخاصة إذا كان الميت من العزيزين على قلبي ومن أصدقائي، فهل آثم على ذلك؟ فللمقبرة والقبور أثر خاص على قلبي، وأرتاح جدا عند دخول المقبرة الإسلامية، وأشعر أن صدري انشرح، بالرغم من أن الكثير من الناس لا يرغبون في الذهاب إلى هناك ولا أعلم لماذا؟ لكن أريد أن أعرف هل آثم بفعل هذا؟ فأنا لا أستطيع السيطرة على نفسي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فزيارة القبور مستحبة، والبكاء عندها لا حرج فيه، بل هذا هو الذي ينبغي واللائق بهذا المكان الذي تلين فيه القلوب وترق وتخشع، تذكرا للآخرة وأحوالها وأهوالها، فعن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى، ثم قال: يا إخواني لمثل هذا فأعدوا. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
وقد سبق لنا بيان ذلك وبيان أن البكاء بلا صوت جائز اتفاقاً، وإنما ينهى عن النوح والندب ونحوهما، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 1376، 25255، 52003، 23121.
وكذلك سبق لنا بيان آداب زيارة القبور والتعرض لبعض المسائل المتعلقة بأحوال الموتى ـ كسماعهم كلام الأحياء وعلمهم بما يجري في الدنيا ـ فراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 7410، 121613، 54990، 72205، 4276.
والله أعلم.