عنوان الفتوى : واجب الأبناء إذ تخاصم الآباء
عند حدوث أي خلاف بين أمي وأبي، فإن أمي تبدأ بالشكوى من أبي والتذمر منه، وتذكر لنا دائما أنه يسيء معاملتها، وأنه كان يعاملها معاملة سيئة، وهذا منذ تزوجا من 40 سنة، ونادرا ما تذكر له حسنة، وأنا لا أعلم ما أفعل معها خاصة وأنه في أحيان كثيرة يكون أبي هو المظلوم، وتكون قد فهمت قصده خطئا، وهو يعاملها الآن معاملة حسنة في الغالب. كما أن كلامها يؤثر في نفسيتي أنا وأخواتي كثيرا، فقد ساءت علاقتنا بأبينا فترة طويلة بسبب كرهي له لما يعمله معها، ثم بعد زواجي بدأت أفهم أن أمي ـ أيضا ـ تعامله بصورة سيئة، وسريعة الغضب تجاهه حتى لو كان مظلوما، كما أنه لا يشتكي منها نهائيا، مع أنها تغضب كثيرا بدون داع وتكون ثائرة جدا لأسباب بسيطة وهي تسعد عندما تجدنا نتجاوب معها أن أبي سيء، وتحزن بشدة وتغضب علي جدا إذا دافعت عنه ولا أعلم ماذا أفعل معها ومعه؟ ولا أريد أن أكون بنتا عاقة، ولكنني كرهت بيت أبي وأمي، وأصبح الذهاب إليهم متعبا جدا للنفس والأعصاب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الخلافات بين الزوجين غالبا ما يكون له آثاره النفسية السيئة على الأولاد، ولذا، فإن من الحكمة أن لا يظهرا المشاكل الزوجية أمام الأولاد، وخاصة إذا كانوا أطفالا، فهذا أمر مهم تنبغي مراعاته.
هذا من جهة الزوجين، وأما من جهة الأولاد: فينبغي أن يتحروا الشرع والحكمة ـ أيضا ـ في التعامل مع الوالدين المتنازعين، فيجب ـ أولا ـ أن يجد الوالدان من الأبناء البر والإحسان ـ الظالم منهما والمظلوم ـ فهذا الواجب لا يسقطه ما يحصل من الأب أو الأم من إساءة تجاه الآخر، فالتقصير في حق أي منهما أو الإساءة إليه يعد عقوقا وكبيرة من كبائر الذنوب، وراجعي الفتوى رقم: 4296.
ثم إنه لا تجوز إعانة الظالم منهما على ظلمه، بل ينبغي نصحه برفق ولين مع اتقاء إغضابه، فإذا غضب فيجب السكوت عنه ـ كما بين ذلك العلماء ـ وانظري الفتوى رقم: 18216.
ونوصي بالصبر على هذين الوالدين والدعاء لهما بالخير والصلاح، وراجعي في فضائل الصبر الفتوى رقم: 18103.
وفي فضل وآداب الدعاء الفتويين رقم: 69140ورقم: 119608.
والله أعلم.