عنوان الفتوى : حكم اللعب بألعاب تشتمل على رموز وشعارات ملل الكفر
في البداية أشكركم على هذا الموقع المتميز، وأطلب منكم أن تعرضوا أسئلتي على الشيخ، كما أطلب منكم أن تسامحوني على الإطالة وأن تجيبوا عن أسئلتي كاملة فإنني أعاني من الوسواس معاناة شديدة. أحضرت لعبة من لعب الحاسوب وبعد ذلك اكتشفت أن فيها رموزا تشبه الصليب تمثل رمزا لعقيدة الفراعنة يتحصل عليها من يلعب باللعبة (هو شعار على الشاشة وليس حقيقة) فتوقفت عن اللعب بها وبقيت أختي تلعب بها.هل أنا كافر حتى أمحوها من الحاسوب؟ عندي لعبة كمبيوتر تتمثل في أن ألعب دور جندي ينفذ ما يطلب منه من مهام ويحارب من يكلف بحربهم .إذا لعب بها شخص ما واختار أن يكون جنديا في دولة كافرة هل أكون قد كفرت بذلك لأنه قد تطلب منه تعليمات كحرب الإرهابيين فينفذها وأنا أستبعد أن يقال له حارب المسلمين (أنا لم أجرب اللعب في دولة كافرة ولا أدري ما يطلب منه إذا اختار أن يكون جنديا في دولة كافرة ) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنه يجب التنزه عن الألعاب الألكترونية التي يكون في محتواها شيء من المحاذير الشرعية، سواء من الناحية العقدية والفكرية، أو من الناحية العملية.
ومن أمثلة الناحية الأولى: احتواؤها على رموز وشعارات لملل الكفر، أو محوها لمعالم الولاء لله ولرسوله والمؤمنين، أو بثها روح العداوة والبغضاء بين المسلمين.
ومن أمثلة الناحية الثانية: الإلهاء عن الصلاة والصد عن ذكر الله، والإشغال عن الواجبات الشرعية، ووجود الموسيقى وصور العورات.
وبصفة عامة فإنه لا يجوز اللعب بألعاب الحاسوب، إلا إذا خلت من المحرمات وتوافرت فيها المعاني والضوابط الشرعية، التي سبق بيانها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 8089، 51638، 111654.
وأما بخصوص ما ذكر في السؤال، فإنا نسأل الله تعالى أن يصرف عن السائل الكريم كيد الشيطان ووسوسة الصدر. فإن ما ذكره لا يعدو حدود الإثم، وفرق هائل وبون شاسع بين ذلك وبين الكفر، فليس كل من فعل محرما وقع في الكفر، بل ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، وقد سبق أن بينا ذلك مع بيان ضوابط التكفير وخطر الكلام فيه، وأن من ثبت إسلامه بقين فلا يزول بالشك، وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 721، 106396، 53835.
وطالما أن السائل الكريم يعلم أنه يعاني من الوسوسة، فليبادر لعلاجها وليجتهد في ذلك ويشغل به نفسه، ولا يسترسل معها بل يطرحا عن ذهنه وينتهي، ويستعيذ بالله منها ومن شرها، وقد سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 70476 ، 48325، 60628، 51601.
والله أعلم.