عنوان الفتوى : ألعاب الانترنت...رؤية واقعية وشرعية
السلام عليكمما هو حكم فتح مواقع الألعاب على النت؟هل هى من الفتن والشهوات التى يجب الابتعاد عنها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنحب أن نبين في هذا الجواب هدي الإسلام في اللعب بما يبين مقاصده، فنقول وبالله التوفيق.
خلق الله الإنسان لعبادته سبحانه، وجعل خلقه مزيجاً من ثقلة اللحم، وشفافية الروح، وركب فيه خصائص تجعل من دوامه على حال واحدة من المحال، فهو في حركة دائمة وتنقل بين النشاط والكسل، والجد واللعب، والطاعة وضدها… والموفق من كان في نشاطه في طاعة الله، وفي قوته وضعفه ممسكاً عما حرم الله. ومن رحمته وحكمته أن هيأ للإنسان من المباح ما يدفع به آثار السآمة والملل بعد الجد والعمل عن طريق الترفيه واللهو المباح. وبذلك نعلم أن اللعب واللهو في إطاره الصحيح حاجة نفسية قبل أن تكون شأن الفارغين، وبدهي أن تكون في الصغير ألصق منها بالكبير، لذلك لم يهمل الإسلام بشموليته في تنظيم الحياة هذا الجانب الهام، وإنما تسامى به، إذا جعل منه خادماً للفرائض ومعيناً عليها. وفي السنة الجم الغفير مما يدل على ذلك ويحث عليه منها:
قوله صلى الله عليه وسلم: " لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر" رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي. وصححه ابن القطان وابن دقيق العيد. والنفي هنا لبيان الأفضل والأكمل، لا أن غيره من أنواع السباق لا يجوز كالسباق بالأقدام، "إذ سابق النبي صلى الله عليه وسلم زوجه عائشة رضي الله عنها" رواه البخاري.
ومنها: وقوفه صلى الله عليه وسلم أمام الحبشة وهم يلعبون بالحراب. رواه البخاري وكذلك غناء الجواري في يوم العيد بحضرته صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري أيضاً. كل ذلك يدلنا على مبلغ اعتناء الشارع بهذه الحاجة النفيسة، وكيف وظفها في خدمة غايات شرعية، كبناء الأجسام، والتدريب على آلات الحرب والقتال.
ولا يعني ذلك أن غير تلك السبل من اللعب والترفيه لا تجوز، بل الذي نعنيه من وراء ذلك هو أن يسمو المسلم بهذا الجانب من حياته، فيجعل منه مذكراً ومعيناً على طاعة الله سبحانه وبذلك تصطبغ حياة المسلم عامة بالعبودية لله رب العالمين.
أما الترفيه باللعب على الإنترنت مع أننا لا نحرمه إذا كان منضبطاً بضوابط الشرع بأن كان لا يشتمل على محرم ولا يشغل عن واجب فهو مباح، لكنه لا يحقق مقصود الشارع في ممارسة اللعب، مع ما يخاف منه على الطفل خاصة من أن يدخل إليه من الإنترنت ذاته من مفاسد خلقية وصحية، وإدمان نظر، مما يحمله على الإخلال بالواجبات، وغيرها من الأضرار التي لا تخفى على أحد.
والله أعلم.