عنوان الفتوى : ما يلزم من حلف بالله كذبا
اضطررت إلى الحلف بيمين على المصحف مرتين، وذلك لتبرئتي من الموضوع وأني لا أفعل هذه الأمور، ولكن في الحقيقة أنا أفعله.. حلفت لأختي والهدف من الحلف لكي لا تتبعني على الخطأ الذي أفعله. وأكون قدوة حسنة لأختي وإخواني فأنا أكبر أخواتي. ما الذي يجب أن أفعله؟ وهل تعتبر يميني يمين غموس؟ وماذا أفعل لكي يقبل الله توبتي؟ وهل يجب أن أذهب لأختي وأقول لها أنا كذبت عليك.. علما أنه سوف تحدث مشاكل كثيرة وكبيرة أنا في غنى عنها، أحب إخواني وأخواتي وأريد لهم الخير دائماً، والله يعلم ما في القلب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحرص على تربية الإخوان على الفضيلة والستر على النفس مطلوب شرعاً، وعلى من ابتلي بشيء من المعاصي أن يستتر بستر الله ولا يجوز له أن يخبر بذلك، ولكن لا يجوز أن يحمله ذلك على تعمد الكذب من غير ضرورة ملجئة. فإذا انضم إلى الكذب الحلف زاد الأمر سوء ويزداد السوء شدة إذا تم الحلف على المصحف. والواجب عليك الآن هو التوبة النصوح، وستر نفسك حتى يستر الله عليك، ولا يجوز لك إخبار إخوانك ولا غيرهم، وكان بإمكانك أن تعرضي بشيء، فإن في المعاريض مندوحة عن الكذب.
وليس في يمين الغموس كفارة عند جمهور أهل العلم، بل الواجب فيه هو التوبة. وذهب بعضهم إلى وجوب الكفارة فيه، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد صام ثلاثة أيام.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 47655، 102107، 111931 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.